Search

سِفْرُ المراثي

المِرثاة الأولى

1 آ-1 كَيفَ جَلَسَت وَحدَها المَدينَةُ الآهِلَةُ بِالشَّعب؟
صارَت كأَرمَلَة
العَظيمةُ في الأُمَم
السَّيِّدَةُ في البُلْدان
صارَت تَحتَ الجِزْيَة.
ب- 2 تَبْكي بُكاءً في الليل ودُموعُها على خَدَّيها لا مُعَزِّيَ لَها
بَينَ جَميعِ مُحِبيها. كُلُّ أَصدِقائِها غَدَروا بها
وصاروا لها أَعْداءً.
ج- 3 جَلَت يَهوذا لِلشَّقاء وشِدَّةِ العُبوديَّة.
سَكَنَت في الأُمَم
ولم تَجدِ الرَّاحَة
جَميعُ طارِديها أَدرَكوها بَينَ المَضايق.
د- 4 طُرُقُ صِهْيونَ نائِحة
لِعَدَم القادِمينَ إِلى الأَعْياد وجَميَعُ أَبواِبِها مُقفِرة.
كَهَنَتُها مُتَنَهِّدون
وعَذاراها مُتَحَسِّرات
وهي في مَرارة.
هـ- 5 مُضايِقوها تَغلَّبوا علَيها وأَعداؤها مُطمَئِنُّون
لِأَنَّ الرَّبَّ آلَمَها
لِكَثرَةِ مَعاصيها.
أَطفالُها ساروا مَسبِيِّين
أَمامَ وَجهِ المُضايِق.
و- 6 وزالَ عن بِنتِ صِهْيون كُلُّ بَهائِها.
صارَ رُؤَساؤها كأَيائِل
لم تَجِدْ مَرعًى.
فساروا ولا قوَّةَ لَهم
أَمامَ وَجهِ الطَّارِد.
ز- 7 تَذَكَّرَت أُورَشَليم
في أَيَّام بُؤسِها وشَقائِها
عِندَما وَقَعَ شَعبُها في يَدِ المُضايِق
ولم يَنصُرْها أَحَد
رَآها المُضايِقون
فضَحِكوا مِن زَوالِها.
ح- 8 خَطِئَت أُورَشَليمُ خَطيئةً
لِذلك صارت نَجِسَة.
جَميعُ مُكْرِميها آزدَرَوها
لِأَنَّهم رَأَوا عَورَتَها.
أَمَّا هي فتَنَهَّدَت
وآلتَفَتَت إِلى الوَراء.
ط- 9 نَجاسَتُها في ذُيولِها
لم تَتَذَكَّرْ عاقِبَتَها
فإِذا بِها في آنحِطاطٍ عجيب
لا مُعَزِّيَ لَها.
(( أُنظُرْ يا رَبُّ إلى بُؤسي
فإِنَّ العَدُوَّ تَعاظَم )).
ي- 10 بَسَطَ العَدُوُّ يَدَه
على جَميعِ نَفائِسِها
فإِنَّها رَأَتِ الأُمَمَ
يَدخُلونَ مَقدِسَها
مِمَّن أَمَرتَ أَن لا يَدخُلوا
في مَجمَعٍ لَها.
ك- 11 كُلُّ شَعبِها مُتَنَهِّدون
مُلتَمِسونَ طَعاماً
بَذَلوا نَفائِسَهم لِلأَكْل
وإِنْعاشِ النَّفْس.
(( أُنظُرْ يا رَبُّ وتأَمَّلْ
كيفَ صِرتُ مزْدَراة )).
ل- 12 يا جَميعَ عابِري الطَّريق تأَمَّلوا وآنظُروا
هَل مِن أَلَمٍ كأَلَمي
الَّذي أَصابَني
الَّذي آلمَني به الرَّبّ
في يَوم آضطِرام غَضَبِه.
م- 13 مِنَ العَلاءِ أَرسَل ناراً
في عِظامي أَنزَلَها.
نَصَبَ شَبَكَةً لِرِجلَيَّ
فرَدَّني إِلى الوَراء.
جَعَلني مُقفِرَة
سَقيمَةً كُلَّ النَّهار.
ن- 14 راقَبَ مَعاصِىَّ فآحتَبَكَت في يَدِه.
نيرُه على عُنقى
أَوهَنَ قُوَّتي.
أَسلَمَني السَّيِّدُ إِلى أَيدٍ
لا أَستَطيع مُقاوَمَتَها.
س- 15 نَبَذَ السَّيِّدُ مِن وَسَطي جَميعَ أَبْطالي دَعا علَىَّ جَماعةً
لِيُحَطِّمَ شبّاني
داسَ السَّيِّدُ المَعصَرَة
على العَذْراءِ بِنتِ يَهوذا.
ع- 16 على هذه أَنا باكِيَة وعَينايَ تَذرِفانِ الدُّموع
فقدِ آبتَعَدَ عَنِّيِ المُعَزِّي
الَّذي يُنعِشُ نفْسي.
بَنِيَّ دُمِّروا
لِأَنَّ العَدُوَّ قد غَلَب.
ف-17 بَسَطَت صِهْيونُ يَدَيها ولامُعَزِّيَ لَها.
أَرسَلَ الرَّبُّ على يَعْقوب
مُضايِقينَ لَه مِن حَولِه.
صارَت أُورَشَليمُ
بَينَهم كالنَّجِسَة.
ص-18 عادِلٌ الرَّبُّ
لِأَنِّي عَصَيتُ أَمرَه
إِسمَعوا يا جَميعَ الشُّعوب
وآنظُروا وَجَعي.
عَذارايَ وشُبَّاني
مَضَوا إِلى الجَلاء.
ق-19 دَعَوتُ مُحِبِّيَّ فخَدَعوني
كَهَنَتي وشُيوخي
فاضَت أَرْواحُهم في المَدينة
وهم يَلتَمِسونَ غِذاءً ِيُنعِشوا نُفوسَهم.
ر- 20 أُنظُرْ يا رَبُّ فإِنِّي في ضيق
أَحْشائي جائِشة
وقَلْبي مُضطَرِبٌ في باطِنى
لأَنِّي عَصَيتُ عِصْياناً.
السَّيفُ يُثكِلُ في الخارِج
وكالمَوتِ في البَيت.
ش- 21 إسمَعْ أَنِّي أَتَنَهَّد
فلَيسَ مَن يُعَزِّيني.
جَميعُ أَعْدائي سَمِعوا بِمُصيبَتي فشَمِتوا
لِأَنَّكَ أَنتَ فَعَلتَ.
أُجلُبِ اليَومَ الَّذي نَادَيتَ بِه
فيَصيروا مِثْلي.
ت- 22 لِيَبلُغْ كُلُّ شَرِّهم إِلى أَمامِكَ
وآفعَلْ بِهِم
كما فَعَلتَ بي
بِسَبَبِ جَميعِ مَعاصِيَّ
فإِنَّ تَنَهُّدي كَثير
وقَلْبي سَقيم.

المِرثاة الثانية

2 آ- 1 كَيفَ أَظلَمَ السَّيِّدُ
بِنتَ صِهْيونَ بِغَضَبه
وَطَرَحَ مِنَ السَّماءِ إِلى الأَرضِ
فَخرَ إِسْرائيل
ولم يَذكُرْ مَوطِئَ قَدَمَيه
في يَوم غَضَبِه
ب- 2 أَزالَ الَسَيِّدُ ولم يُشفِق
جَميعَ مَساكِنِ يَعْقوب.
هَدَّمَ بِسُخطِه
حُصونَ بِنتِ يَهوذا
وأَلصَقَها بِالأَرْض
أَلحَقَ العارَ بِالمُلكِ والرُّؤَساء.
ج- 3 حَطَّمَ في سَورَةِ غَضَبِه
كُلَّ قُوَّةٍ لِإِسْرائيل.
رَدَّ يَمينَه إِلى الوَراء
مِن وَجهِ العَدُوّ.
وأَضرَمَ في يَعْقوبَ مِثلَ نارٍ ملتَهِبة آِلتَهَمَت ما حَولَها.
د- 4 سَدَّدَ قَوسَه كعَدُوٍّ
وآنتَصَبَت يَمينُه
مِثلَ خَصْمٍ
فيَقتُلُ كلَّ شَهِيٍّ لِلعُيون
على خَيمَةِ بِنتِ صِهْيون
أَفرَغَ كنارٍ سُخطَه.
هـ- 5 صارَ السَّيِّدُ كعَدُوٍّ
أَزالَ إِسْرائيل.
أَزالَ جَميعَ قُصورِها
ودَمَّرَ حُصونَها.
أَكثَرَ في بِنتِ يَهوذا
النَّوحَ والنَّحيب.
و- 6 خَلَعَ سِياجَه كما يُخلعُ سِياجُ البُسْتان ودَمَّرَ مَكانَ لِقائِه.
أَنْسى الرَّبُّ في صِهْيون
العيدَ والسَّبْت
ونَبَذَ بِسُخطِ غَضَبِه
المَلِكَ والكاهِن.
ز- 7 أَبعَدَ السَّيِّدُ مَذبَحَه
وأَعرَضَ عن مَقدِسِه.
أَسلَمَ إِلى يَدِ العَدُوّ
أَسْوارَ قُصورِها.
أَطلَقوا أَصْواتَهم في بَيتِ الرَّبّ
كما في يَومِ عيد.
ح- 8 عَزَمَ الرَّبُّ أَن يُدَمِّرَ
سورَ بِنتِ صِهْيون
مَدَّ الحَبلَ ولَم يَرْدُدْ يَدَه
حتَى أَزالَ كُلَّ شيَء.
(( أَينَ القَمحُ والخَمْر؟ ))
إِذ غُشِيَ علَيهم كالجَرْحى
في ساحاتِ المَدينَة
إِذ أُريقَت نُفوسُهم
فأَبْكى المِترَسَةَ والسُّور فذَبَلا جَميعاً.
ط- 9 غاصَت في الأَرضِ أَبْوابُها
أَبادَ وحَطَّمَ مَزاليجَها.
مَلِكُها ورُؤَساوها بَينَ الأُمَم
ولم يَبْقَ مِن شَريعة.
خَتَّى أَنبِياؤُها لا يَنالونَ
رُؤْيا مِن لَدُنِ الرَّبّ.
ي- 10 شيوخُ بِنتِ صِهْيون
جَلَسوا على الأَرضِ صامِتين.
ذَرُّوا تُراباً على رُؤُوسِهم
وشَدُّوا مُسوحاً.
عَذارى أُورَشَليم
طَأطَأنَ رُؤُوسَهُنَّ إِلى الأَرْض.
ك- 11 كَلَّت عَينايَ مِنَ الدُّموع
وجاشَت أَحْشايْى.
أُريقَت كَبِدي على الأَرض
لِتَحَطُّمِ بِنتِ شَعْبي
إِذ غُشِيَ على الطِّفلِ والرَّضيع
في ساحاتِ المَدينَة.
ل- 12 قالوا لِأُمَّهاتِهم: أَين الخُبزُ والخَمرُ إِذْ غُشِيَ علَيهم كالجَرْحى
في ساحاتِ المدينَة
إِذا أُريقَتَ نُفوسُهم على حُضونِ أُمَّهاتِهم؟
م- 13 بِماذا أُمَثِّلُكِ وماذا أُشَبِّهُ بكِ
يا بِنتَ أُورَشَليم؟
ماذا أُساوي بِكِ فأُعَزِّيَكِ
أَيَّتُها العَذْراءُ بِنتُ صِهْيون؟
لِأَنَّ تَحَطُّمَكِ عَظيمٌ كالبَحْر
فمَن ذا يَشْفيكِ؟
ن- 14 أَنبِياؤُكِ رَأَوا لَكِ الباطِلَ والبَهرَج.
لم يَكشِفوا عن إِثمِكِ
لِيُبَدِّلوا مَصيرَكِ.
بل رَأَوا لَكِ أَقْوالَ وَحْيٍ
أَباطيلَ وغَوايات.
س- 15 جَميعُ عابِري الطَّريق
صَفَّقوا علَيكِ بالكَفَّين
صَفَرواوهَزُّوا رُؤُوسَهم
على بِنتِ أُورَشَليم:
(( أَهذه هي المَدينَةُ الَّتي يَدْعونَها بارِعَةَ الجَمالِ بَهجَةَ الأَرضِ كُلِّها ))؟
ف- 16 جَمِيعُ أَعْدائِكِ فَغَروا عَلَيكِ أَفْواهَهم صَفروا وصَرَفوا الأَسْنان قالوا:
(( قدِ آبتَلَعْناها.
هذا هو اليَومُ الَّذي آنتَظَرناه
قد وَجَدْناه ورَأَيناه ))
ع- 17 صَنَعَ الرَّبُّ ما قَصَدَه
وحَقَّقَ قَولَه
القَولَ الَّذي قَضاه مُنذُ قَديم الأَيَّام.
هَدَّمَ ولم يُشفِقْ.
فأَشمَتَ بِكِ العَدُوَّ
وأَعلَى قَرْنَ مُضايِقِكِ.
ص- 18 أُصرُخِي إِلى السَّيِّد
يا سورَ بنتِ صِهْيون.
إِذرِفي الدَّموعَ كالنَّهرِ
نَهاراً ولَيلاً.
لا تَهدَإِي ولا تَسكُنْ حَدَقَةُ عَينِكِ.
ق- 19 قومي آهتِفي لَيلاً
في أَوَّلِ الهَجَعات.
أَريقي كالماءِ قَلبَكِ
أَمامَ وَجهِ السَّيِّد.
إِرفَعي إِلَيه كَفَّيكِ
لِأَجلَ حَياةِ أَطْفالِكِ
( الَّذينَ غُشِيَ علَيهم مِنَ الجوع
في رأسِ كُلِّ شارِع ).
ر- 20 أُنظُرْ يا رَبُّ وتأَمَّلْ:
مَن صَنَعتَ بِه هكذا؟
أتأكُلُ النِّساءُ ثَمَرَةَ أَحْشائِهِنَّ
أَطْفالَ الدَّلال؟
أَيُقتَلُ في مَقدِسِ السَّيِّد
الكاهِنُ والنَّبِيّ؟
ش- 21 إِنطَرَحَ على الأَرضِ في الشَّوارع الفَتى والشَّيخ.
عَذارايَ وشُبَّاني
بِالسَّيفِ سَقَطوا.
قَتَلتَ في يَومِ غَضَبِكَ
ذَبَحتَ ولم تُشفِقْ.
ت-22 دَعَوتَ كما في يَومِ عيد الأَهْوالَ مِن كُلِّ جِهَة
فلَم يَكُنْ في. يَوم غَضَبِ الرَّبّ
مُفلِتٌ ولا باقٍ حَيّاً.
الَّذينَ دَلَّلتُهم ورَبَّيتُهم
أَفْناهم عَدُوِّي.

المِرثاة الثالثة

3 آ- 1 أَنا الرَّجُلُ الَّذي رأى البُؤْسَ تَحتَ عَصا غَضَبِه.
2 قادَني وسَيَّرَني في الظَّلام
ولم يَكُنْ هُناكَ نور. 3 عَليَّ وَحْدي يَمُدُّ يَدَه وُيعيدُها النَّهارَ كُلُّه.
ب- 4 أَبلى لَحْمي وجِلْدي وهَشَّمَ عِظامي.
5 بَنى علَيَّ وأَحاطَني
بِمَرارَةٍ ومَشَقَّة.
6 أَسكَنَني في الظُّلُمات
مِثلَ الموَتى مِن قَديم.
ج- 7 سَيَّجَ علَيَّ فلا أَخرُج
وثَقَّلَ قُيودي.
8 إِنَّه ولو صَرَختُ وآستَغَثتُ
يَصُدُّ صَلاتي.
9 سَيَّجَ على طُرُقي بِالحَجَرِ المَنحوت وسَدَّ سُبُلي
د- 10 هو لي دُبٌّ في الكَمين
وأَسَدٌ في المِرْصاد.
11 أَضَلَّ طُرُقي ومَزَّقَني
وجَعَلَني قَفْراً.
12 سَدَّدَ قَوسَه ونَصَبَني
هَدَفاً لِلسَّهْم.
هـ- 13 خَرَقَ كُليَتَيَّ
بِسِهامِ جَعبَتِه.
14 صِرتُ أُضْحوكَةً لِجَميعِ شَعْبي وأُغنِيَّةً لَهم طَوالَ النَّهار.
15 جَرَّعَني مَرارات
أَرْواني العَلْقَم.
و- 16 كَسَّرَ بِالحَصى أَسْناني
وأَطعَمَني رَماداً
17 فأُبعِدَت نَفْسي عنِ السَّلام
ونَسيتُ الهَناء.
18 وقُلتُ: (( زالَت ثِقَتي
ورَجائي الَّذي مِنَ الرَّبّ )).
19 أُذكُرْ بؤْسي وتَشَرُّدي
العَلقَمَ والسُّمّ.
20 تَتَذَكَّرُ تَتَذَكَّرُ نَفْسى
وتَنْهارُ فِيَّ.
21 هذا ما أُرَدِّدُ في قَلْبى
فلِذلك أَرْجو:
ح- 22 مَراحِمُ الرَّبِّ لم تَنْتَهِ
لِأَنَ رَأفَتَه لا تَزول. 23 هي جَديدةٌ في كُلِّ صَباح
وأَمانَته عَظيمة.
24 قالَت نَفْسي: (( الرَّبُّ نَصيبي فلِذلك أَرْجوه )).
ط- 25 الرَّبُّ صالِحٌ لِلَّذينَ يَنتَظِرونَه لِلنَّفْسِ الَّتي تَلتَمِسُه.
26 خَيرٌ أَن يُنتَظَرَ بِسُكوتٍ خَلاصُ الرَّبّ. 27 خَيرٌ لِلرَّجُلِ أَن يَحمِلَ
النِّيرَ في صِباه.
ي- 28 لِيَجلِسْ وَحدَه ويَسكُتْ
حين يَفرِضُه الرَّبُّ علَيه. 29 لِيَجعَلْ في التُرابِ فَمَه
عَسى أَن يَكونَ لَه أَمَل.
30 لِيَعرِضْ خَدَّه لِمَن يَلطِمُه
ولْيشبعْ إِهانَةً.
ك- 31 لِأَنَّه لا يَنبذُ السَّيِّدُ لِلأَبَد. 32 فإِنَّه ولَو آلَمَني يَرحَم
بِحَسَبِ كَثرَةِ رأفَتِه 33 ولَيسَ مِن قَلبِه يُذِلُّ
ويُؤاِلمُ بَني البَشَر.
ل- 34 إِذا سُحِقَ تَحتَ الأَرجُلِ جَميعُ أَسْرى الأَرْض 35 أَو حُرِّفَ حَقُ الرَّجُلِ
أَمامَ وَجهِ العَلِيّ 36 وإِذا ظُلِمَ الإِنْسانُ في دَعْواه
أَفما يَرى السَّيِّد؟
م- 37 مَنِ الَّذي تَكَلَّمَ فكانَ الأَمْر دونَ أَن يَأمُرَ السَّيِّد؟
38 أَلَيسَ مِن فمِ العَلِيِّ يَخرُجُ الشَّرُّ والخَير؟ 39 فلِماذا يَتَذَمَّرُ الإِنسان؟
فليَتَجَبَّرْ على خَطيئَتِه.
ن- 40 لِنَفحَصْ طُرُقَنا ونَختَبِرْها ونَرجِعْ إِلى الرَّبّ.
41 لِنَرفَعْ قُلوبَنا معَ الأَيدي إِلى اللهِ في السَّموات.
42 إِنَّنا عَصَينا وتَمَرَّدْنا وأَنتَ لم تَغفِر.
س- 43 إِلتَحَفتَ بِالغَضَبِ وطارَدتَنا
قَتَلتَ ولم تُشفِقْ. 44 إِلتَحَفتَ بِغَمامٍ
لِئَلاَّ تَعبُرَ الصَّلاةُ إِلَيكَ.
45 جَعَلتَنا نُفايَةً ورُذالَة
بَينَ الشُّعوب.
ع- 46 جَميعُ أَعْدائِنا
فَتَحوا علَينا أَفْواهَهم. 47 حَلَّ بِنا الرُّعبُ والهَلاك
والدَّمارُ والتَّحَطُّم. 48 عَيني تَسيلُ بِأَنهارِ مِياه
على تَحَطُّمِ بِنتِ شَعْبي.
ف- 49 عَيني تَقطُرُ ولا تَسكُت
لِأَنَّه لا قَرارَ لَها 50 إِلى أَن يَطَّلعِ الرَّبُّ
ويَنظُرَ مِنَ السَّماء.
51 عَيني تُعَذِّبُ نَفْسيِ
بِسَبَبِ بَناتِ مَدينَتي.
ص- 52 قد صادَني أَعْدائي صَيداً كعُصْفورٍ مِن دونِ سَبَب.
53 أَنزَلوا حَياتي إِلى الجُبّ
ودَحرَجوا علَيَ حَجَراً.
54 فاضَتِ المِياهُ فَوقَ رَأسي
وقُلتُ: (( قد هَلَكتُ )).
ق- 55 دَعَوتُ بِآسمِكَ يا رَبِّ
مِن أَعْماقِ الجُبّ
56 سَمِعتَ صَوتي فلا تَصُمَّ أُذُنَك عن صَلاتي وآستِغاثَتي.
57 إِقتَرَبتَ يَومَ دَعَوتُكَ
قُلتَ: (( لا تَخَفْ )).
ر- 58 دافَعتَ أَيُّها السَّيِّدُ عن قَضِيَّتي وآفتَدَيتَ حَياتي
59 قد رأَيتَ يا رَبُّ ظُلامَتي
فأَجرِ ليَ الحُكْم.
60 رَأَيتَ آنتِقامَهم كُلَّه
وجَميعَ أَفكارِهم علَيَّ.
ش- 61 سَمِعتَ إِهانَتَهم يا رَبِّ وجَميعَ أَفْكارِهِم علَيَّ.
62 كَلامُ مُقاوِمِيَّ وتآمُرُهم
علَيَّ اليَومَ كُلَّه. 63 أُنظُرْ جُلوسَهم وقِيامَهم:
إِنِّي أُغنِيَّةٌ لَهم.
ت-64 إِجزِهِم جَزاءً يا رَبَ بِحَسَبِ أَعمالِ أَيديهم.
65 إِجعَلْ على قُلوبِهم غِشاوَة ولْتحِلَّ بِهِم لَعنَتُكَ.
66 طارِدْهم بِغَضَبِكَ وأَبِدْهم مِن تَحتِ سَمَواتِ الرَّبّ

المِرثاة الرابعة

4 آ- 1 كَيفَ كَدُرَ الذَّهَبُ
وتَغَيَّرَ النُّضارُ الخالِص
وَتَبَعثَرَت حِجارةُ القُدْسِ
في رأسِ كُلِّ شارِع؟
ب- 2 بنو صِهْيونَ الكِرامُ
المَوزونونَ بِالإِبْريز
كَيفَ حُسِبوا آنِيَةً مِن فَخَّار
عَمَلَ يَدَيِ الخَزَّاف؟
ج- 3 حتَّى بَناتُ آوى كَشَفَتِ الثُّدِيَّ وأَرضعَت صِغارَها.
أَمَّا بِنتُ شَعْبي فقاسِيَة
كالنَّعامَ في البَرِّيَّة.
د- 4 لَصِقَ لِسانُ الرَّضيع بِحَنَكِه مِنَ العَطَش.
الأَطفالُ طَلَبوا خُبزاً
ولم يَكُنْ مَن يَكسِرُه لَهم.
هـ- 5 الَّذينَ يأكُلونَ الطَّيِّبات هلَكوا في الشَّوارِع
والَّذينَ رُبُّوا في القِرمِز
اِحتَضَنوا المَزابِل.
و- 6 فصارَ إِثمُ بِنتِ شَعْبي أَعظَمَ مِن خَطيئَةِ سَدوم
الَّتي قلِبَت في لَحظَةٍ ولم تُمَدَّ إِلَيها يَد.
ز- 7 كانَ شُبَّانُها أَنْقى مِنَ الثَّلْج وأَنصَعَ مِنَ اللَّبَنِ الحَليب
وأَجْسامُهم أَشَدُّ حُمرَةً مِنَ المَرْجان وبَشَرَتُهم لازَوَرْد.
ح- 8 أَصبَحَت هَيئَتُهم أَكلَحَ مِنَ السُّخام فلَم يُعرَفوا في الشَّوارع.
لَصِقَت جُلودُهم بِعِظامِهم
ويَبسَت كالخَشَب.
ط- 9 كانَتْ قَتْلى السَّيْفِ
أَحسَنَ حالاً مِن قَتْلى الجوع
لِأَنَّ هؤُلاءَ كانوا يَذوبون
مِن قِلَّةِ غِلالِ الحُقول.
ي- 10 أَيدي النِّساءَ الحَنونات
طَبَخَت أَولادَهُنَّ
فكانوا لَهُنَّ طَعاماً
في تَحَطُّمِ بِنتِ شَعْبي.
ك- 11 أَنفَذَ الرَّبُّ سُخطَه
وصَبَّ سَورَةَ غَضَبِه
فأَضرَمَ ناراً في صِهْيون
فآلتَهَمَت أُسُسَها
ل- 12 لم يَكُنْ مُلوكُ الارضِ
وجَميعُ سُكَّانِ الدُّنْيا لِيُصَدِّتوا
أَنَّ المُضايقَ والعَدُوَّ
يَدخُلانِ أَبْوابَ أُورَشَليم.
م- 13 بسَبَبِ خَطايا أَنْبِيائِها
وَآثامَ كَهَنَتِها الَّذينَ سَفَكوا في وَسَطِها
دَمَ الابْرار.
ن- 14 تاهوا كعُمْيانٍ في الشَّوارِع تَلَطَّخوا بِالدَّم
حَتَّى لم يُطِقْ أَحَدٌ
أَن يَلمُسَ مَلابِسَهم.
س- 15 نادَوهم: (( تَنَحَّوا، هُناكَ نَجِس تَنَحَّوا تَنَحَّوا، لا تَلمُسوا )).
فإِن هَرَبوا وتاهوا في الأُمَم
لم يَستَطيعوا الإِقامَةَ بَينَها.
ف- 16 وَجهُ الرَّبِّ فَرَّقَهم
ولا يَعودُ يَنظُرُ إِلَيهم
فلا يَكون هُناكَ إِكْرامٌ لِلكَهَنَة
ولا رأفَةٌ بِالشُّيوخ.
ع- 17 كَلَّت عُيونُنا
مِن ترَقُّبِ نُصرَةٍ باطِلة
تَرَصَّدْنا تَرَصُّداً
أُمَّةً لا خَلاصَ فيها.
ص-18 تَصَيَّدوا خُطانا
حَتَّى لا نَذهَبَ إِلى ساحاتِنا.
قدِ آقتربَت آخِرَتُنا وتَمَّت أَيَّامُنا
لِأَنَّ عاقِبَتَنا قد وافَت.
ق- 19 كانَ مُطارِدونا أَخَفَّ
مِن عِقْبانِ السَّماء.
جَدُّوا في إِثرِنا على الجِبال
وكَمَنوا لَنا في البَرِّيَّة.
ر- 20 نَسَمَةُ أُنوفِنا، مَسيحُ الرَّبِّ، أُخِذَ في حُفَرِهم
ذلك الَّذي قُلْنا فيه:
(( في ظِلِّه نَحْيا بَينَ الأُمَم )).
ش- 21 إِطرَبي وآفرَحي يا بِنتَ أَدوم السَّاكِنَةَ في أَرضِ عوص.
علَيكِ أَيضاً تَمُرُّ الكَأسُ
فتَسكَرينَ وتَتَعَرَّينَ.
ت- 22 قد زالَ إِثمُكِ يا بِنتَ صِهْيون إنه لن يَعودَ يُجْليكِ.
سيُعاقِبُ إِثمَكِ يا بِنتَ أَدوم ويَكشِفُ عن خَطاياكِ.

المِرثاة الخامسة

5 1 أُذكُر يا رَبِّ ما حَلَّ بِنا أُنظُرْ وعايِنْ عارَنا
2 قدِ اَنتَقَلَ ميراثُنا إِلى الغُرَباء وبُيوتُنا إِلى الأَجانِب.
3 صِرْنا يَتامى لا أَبَ لَنا
وأُمُّهاتُنا كالأَرامِل.
4 بِالفِضَّةِ شَرِبْنا ماءَنا
وبِالثَّمَنِ يَصِلُ حَطَبُنا.
5 بِالنِّيرِ على أَعناقِنا طُرِدْنا
تَعِبْنا ولَم نُعْطَ راحةً.
6 إِلى مِصرَ بَسَطْنا اليَد
وإِلى أَشُّورَ لِنَشبعً خُبزاً.
7 آباؤُنا خَطِئوا فزالوا عن الوُجود ونَحنُ نَحمِلُ آثامَهم.
8 عَبيدٌ تَسَلَّطوا علَينا
وما مِن أَحَدٍ يُخَلِّصُنا مِن أَيديهم.
9 بِمُخاطَرَةِ حَياتِنا نأْتي بِخبْزنا هارِبينَ مِنَ السَّيفِ في البَرًّيَّة.
10 جِلدُنا كَتَنُّورٍ آحتَرَق
لِتَضَوُّرِنا مِنَ الجوع.
11 قدِ آغتَصَبوا النِّساءَ في صِهْيون والعَذارى في مُدُنِ يَهوذا.
12 بِأَيديهم عُلِّق الرُّؤَساء
ولم يُكَرِّموا وُجوهَ الشُّيوخ.
13 الشُّبَّانُ حَمَلوا الرَّحى
والفِتْيانُ عَثَروا تَحتَ الخَشَب.
14 آنقَطَعَ الشُّيوخُ عنِ الباب والشُّبَّانُ عن أَغانِيِّهم.
15 قدِ انقَطَعَ سُرورُ قُلوبِنا وآنقَلَبَ رَقصُنا مَناحَةً.
16 سَقَطَ تاجُ رَأسِنا
وبلٌ لَنا لِأَنَّنا خَطِئنا.
17 لِهذا سَقُمَت قُلوبُنا
ولهذا أَظلَمَت عُيونُنا:
18 لِأَنَّ جَبَلَ صِهْيونَ موحِشٌ فبَناتُ آوى تَتَرَدَّدُ فيه.
19 أَنتَ يا رَبُّ ثابِتٌ لِلأَبَد وعَرشُكَ مِن جيلٍ إِلى جيل.
20 لِماذا تَنْسانا على الدَّوام وتَخذُلُنا طولَ الأَيَّام؟
21 أَرجعْنا يا رَبُّ إِلَيكَ فنَرجِع جَدِّد أَيَّامَنا كما كانَت في القِدَم
22 إِن لَم تَنبِذْنا نَبْذاً ولَم تَغْضَبْ علَينا جِدّاً.