Search

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

الخرافة

2111-الخرافة هي انحراف العاطفة الدينية والممارسات التي تفرضها .وقد تصيب ايضا العبادة التي نؤديها للاله الحقيقي مثلا عندما تعلق اهمية تكاد تكون سحرية على بعض الممارسات التي هي ،من جهة اخرى ،شرعية او ضرورية .فنحن نقع في الخرافة عندما نعلق الفاعلية على الوجه المادي في الصلاة او في العلامات الاسرارية ، دون الاستعدادات الداخلية التي تقتضيها .

عبادة الاوثان

2112-الوصية الاولى تحرم تعدد الالهة. وهي تقتضي من الانسان ان لا يؤمن بالهة اخرى غير الله ،وان لا يكرم الهة اخرى غير الاله الاواحد.يذكر الكتاب المقدس دائما بنبذ “الاوثان من ذهب وفضة ،صنع ايدي الناس”،هي التي “لها افواه ولا تتكلم ولها عيون ولا تبصر …”هذه الاوثان الباطلة تؤدي الى البطلان :”مثلها ليكن صانعوها ،وجميع المتكلين عليها”(مز 115: 4- 5، 8) .اما الله فهو على العكس “الاله الحي”(يش 3: 10) والذي يحي ويتدخل في التاريخ.

2113-عبادة الاوثان ليست مرتبطة فقط بالعبادات الوثنية الكاذبة .بل هي تبقى تجربة دائمة للايمان .وتقوم على تاليه ما ليس باله .فهناك عبادة اوثان عندما يكرم الانسان ويجعل خليقة عوضا من الله،سواء تعلق الامر بالالهة او بالشياطين (مثل عبادة الشياطين)،بالسلطة او باللذة ، او بالعرق ،او بالاجداد ، او بالدولة ،او بالمال ،الخ .قال يسوع :”لا تقدرون ان تعبدوا الله والمال”(متى 6: 24).وهناك شهداء كثيرون ماتوا لكي لا يعبدوا “الوحش” ، ورفضوا حتى التظاهر بعبادته.فعبادة الوثن تابى سيادة الرب الوحيدة ،فهي اذن تتنافى والاتحاد بالله .

2114-تتوحد الحياة البشرية في عبادة الله الاوحد. ووصية عبادة الرب وحده تبسط الانسان وتخلصه من تثتت لا حدود له. عبادة الوثن افساد للحس الديني الموجود في الانسان .عابد الوثن هو من “يرجع الى شيء ، سوى الله، ما هو متاصل فيه من مفهوم الله” .

العرافة والسحر

2115-يستطيع الله ان يكشف المستقبل الانبيائه او لغيرها من المقدسين .الا ان الموقف المسيحي الصحيح يقوم على تسليم الذات بثقة بين يدي العناية الالهية في ما يتعلق بالمستقبل ،وترك كل فضول فاسد من هذا القبيل .وعدم التبصر قد يكون عدما للمسؤولية.

2116-يجب نبذ جميع اشكال العرافة: اللجوء الى الشيطان او الابالسة ،استحضار الاموات او الممارسات الاخرى المفترض خطا انها”تكشف “عن المستقبل .استشارة مستطلعي الابراج والمنجمين وقارئي الكف ،وشارحي الفال او الشؤم او الحظ ،وظاهرات الرائين واللجوء الى الوسطاء ،امور تخبىء ارادة التسلط على الوقت ،وعلى التاريخ واخيرا على البشر ، وفي الوقت عينه الرغبة في استرضاء القوى الخفية .انها على تناقض مع الله وحده علينا من واجب الاكرام والاحترام المزوج بالخشية المحبة.

2117-جميع ممارسات السحر او العرافة التي يزعمون بها ترويض القوى الخفية لجعلها في خدمة الانسان ،والحصول على سلطة فائقة الطبيعة على القريب-حتى وان قصد بها توفير الصحة له- انما هي مخالفة مخالفة جسيمة لفضيلة الدين .ويكون الحكم اقسى على هذه الممارسات عندما تصحبها نية ايذاء الاخرين ، او تلجا الى مداخلات شيطانية .وحمل التعاويذ هو ايضا ملام .ومناجاة الارواح تنطوي مرارا على ممارسات عرافة او سحر .ولذا تنبه الكنيسة المؤمنين الى تجنبها .واللجوء الى انواع الطب المدعوة تقليدية لا يسوغ استدعاء القوى الشريرة ولا استثمار ما عند الاخرين من سرعة تصديق .

مخالفة الدين

2118-تنبذ وصية الله الاولى الخطايا الرئيسة المخالفة للدين ،من تجربة الله بالكلام والافعال ، وانتهاك القدسيات والسيمونية .

2119-القيام بتجربة الله يكون بان توضع موضع الامتحان ، بالقول او الفعل، جودته وقدرته .هكذا اراد الشيطان ان يجعل يسوع يلقي بنفسه من الهيكل ،وان يرغم الله ، بهذا الفعل ،على ان يعمل .وقد جابهه يسوع بكلام الله : “لا تجرب الرب الهك”(تث 6: 16).ان التحدي الذي تنطوي عليه تجربة الله هذه يسيء الى ما لخالقنا وربنا علينا من الاحترام والثقة .وهو يتضمن دوما شكا في محبته وعنايته وقدرته .

2120-يكون انتهاك القدسيات بان يدنس الانسان او يسيء استعمال الاسرار، والافعال الليترجية الاخرى، والاشخاص والاشياء والاماكن المكرسة الله.وهذا الانتهاك خطيئة جسمية خصوصا اذا اصاب الافخارستيا ، بما ان جسد المسيح نفسه في هذا السر يصبح حاضرا لنا بجوهره .

2121-تحدد السيمونية بانها بمثابة شراء الامور الروحية وبيعها. ولقد اجاب القديس بطرس سيمون الساحر الذي اراد شراء القدرة الروحية التي راها تعمل في الرسل: “لتصر فضتك معك الى الهلاك، لانك توهمت ان موهبة الله تقتنى بالنقود (اع 8: 20) وكان يمثل هكذا لكلام يسوع :”مجانا اخدتم ، مجانا اعطوا”(متى 10: 8) .فمن المستحيل تملك الخيرات الروحية والتصرف بها كما يتصرف المالك او السيد ، لان مصدرها هو في الله. فلا يمكن الا قبولها منه مجانا.

2122-“لا يطلب الخادم شيئا للاحتفال بالاسرار ،مما لم تحدده السلطة ذات الصلاحية ، وعليه ان يسهر على ان لا يحرم المعوزون من عون الاسرار يسبب فقرهم” .وتحدد السلطة ذات الصلاحية هذه التقادم استنادا الى هذا المبدا : ان الشعب المسيحي عليه ان يؤمن اعاله خدام الكنيسة .”فالعامل يستحق طعامه”(متى 10: 1) .

الالحاد

2123–“الكثيرون من معاصرينا لا يعيرون الاتحاد الحميم والحيوي بالله أي انتباه بل انهم يرفضونه رفضا صريحا ،بحيث ان الالحاد يعد من الخطر ظاهرات هذه الايام” .

2124-واسم الالحاد يطلق على ظاهرات كثيرة التنوع .هناك صيخة شائعة هي المادية العملية التي تقصر حاجاتها وطموحاتها على المكان والزمان .والنزعة الانسانية الملحدة تعتبر ، وهي على ضلال ، ان الانسان “غاية في نفسه ولنفسه ، وهو صانع تاريخه الاوحد وبطله” .وصيغة اخرى من الالحاد المعاصر تتوقع تحرير الانسان من تحرير اقتصادي واجتماعي “يظن ان الدين يقف بطبيعته عقبه في طريقة ، بمقدار ما يقيم رجاء الانسان على سراب حياة اتيه ،فيحول اهتمامه عن بناء المدينة الارضية .

2125-الالحاد خطيئة مخالفة لفضيلة الدين بكونه ينبذ او يرفض وجود الله .والمسؤولية عن هذا الذنب يمكن ان تتضاءل كثيرا بسبب النيات والظروف .وفي نشوء الالحاد وانتشاره ،”قد يكون للمؤمنين يد كبيرة من حيث تهاملهم في التنشتة الايمانية ، او من حيث العرض المضلل للعقيدة ، او من حيث الضعف في حياتهم الدينية والاخلاقية والاجتماعية ،حتى ليصح القول فيهم :انهم يجبون الوجه الاصيل الله والديانة اكثر مما يعلنونه” .

2126-يستند الالحاد مرارا كثيرة الى مفهوم خاطىء للاستقلال الذاتي عند الانسان ، يصل الى حد رفض أي ارتباط بالله .ولكن “الاعتراف بالله لا يباين كرامة الانسان في شيء ، اذا ان هذه الكرامة تجد في الله ما يؤسسها وما يتممها” .والكنيسة تعلم “ان رسالتها تتفق واعمق رغبات القلب البشري” .

اللاادرية

2127-للاادرية اشكال كثيرة .ففي بعض الاحوال ،يابى للاادري انكار الله.بل على العكس يعلن وجود كائن سام لا يستطيع الكشف عن ذاته ولا يستطيع احد ان يقول عنه شيئا .وفي احوال اخرى ،لا يبدي اللاادري رايا في وجود الله، ويقول انه من المستحيل البرهان عليه بل تاكيده او نفيه.

2128-قد تنطوي اللاادرية احيانا على شيء من تطلب الله، وقد يكون ايضا من الامبالاة، او هروبا من السؤال القصي عن الوجود ،وكسلا من الضمير الاخلاقي.وكثيرا ما تتساوى اللاادرية والالحاد العلمي.

4.”لا تنصنع لك منحوتا ولا صورة شيء”

2129-كان الامر الالهي يحرم كل تمثيل الله من صنع يد الانسان .ويشرح سفر تثنية الاشتراع ذلك قائلا :”انكم لم تروا صورة في يوم خطاب الرب لكم في حوريب من وسط النار، لئلا تفسدوا وتعلموا لكم تمثالا منحوتا على شكل صورة ما …” (تث 4: 15-16).فالله الذي تجلى لاسرائيل هو الله المطلق السمو .”هو كل شيء “،ولكنه في الوقت ذاته “العظيم فوق جميع مصنوعاته”(سي 34: 29-30).وهو “اصل كل جمال”(حك 13: 3).
2130-ولكن الله امر ،منذ العهد القديم ، بصنع صور تقود رمزيا الى الخلاص بالكلمة المتجسد ،او اذن في ذلك :هكذا الحال مع حية النحاس ،وتابوت العهد ،والشروبيم .

2131-وبالاستناد الى سر الكلمة المتجسد ،سوغ المجمع المسكوني السابع في نيقية (سنة 787)،مقاوما محاربي الايقونات ،اكرام الايقونات:ايقونات المسيح، وكذالك ايقونات والدة الاله، والملائكة وجميع القديسين .فابن الله بتجسده قد بدا “تدبيرا”جديدا للصور.

2132-الاكرام المسيحي المؤدى للصور لا يخالف الوصية الاولى التي تحرم الاوثان.”فالاكرام المؤدى لصورة ما انما يبلغ الى مثالها الاصلي” .و”كل من يكرم صورة يكرم فيها الشخص المرسوم” .والاكرام المؤدى الى الصور المقدسة هو “اجلال واحترام”وليس عبادة ، لان هذه لا تليق الا بالله وحده:

“الاكرام الديني لا يتوجه إلى الصور في ذاتها كالى امور حقيقية، وانما يراها في وجهها الخاص صورا تقودنا إلى الله المتجسد. والتوجه إلى الصورة على هذا النمط لا يتوقف عندها، بل يسعى إلى الحقيقة التي هي صورتها” .

بايجاز

2133- “احبب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتك” (تث 6: 5).

2134- الوصية الاولى تدعو الانسان إلى الايمان بالله، ورجائه، ومحبته فوق كل شيء.

2135- “للرب الهك تسجد” (متى 4: 10). فالسجود لله، وتأدية العبادة التي تحق له، وتتميم الوعود والنذور المقطوعة له، هي أفعال من فضلية الدين مرتبطة بطاعة الوصية الاولى .

2136- واجب تأدية عبادة حقيقية لله يلزم الانسان فردا وجماعة .

2137- “يجب ان يستطيع الانسان الاعتراف بالدين بحرية سواء كان عمله في السر او في العلانية” .

2138- الخرافة هي انحراف في العبادة التي نؤديها لله الحقيقي. وهي تظهر في عبادة الوثن وفي اشكال مختلفة من العرافة والسحر .

2139- القيام بتجريب الله قولا وعملا، وانتهاك القدسيات، والسيمونية هي خطايا تخالف الدين وتنهى عنها الوصية الاولى .

2140- الالحاد خطيئة تخالف الوصية الاولى عندما ينبذ او يرفض وجود الله .

2141- اكرام الصور المقدسة يستند إلى سر تجسد كلمة الله . وليس هو مخالفا للوصية الاولى.

المقال الثاني

الوصية الثانية

“لا تحلف باسم الرب الهك باطلا” (خر 20: 7)
” لقد قيل للاقدمين : لا تحنث… اما انا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة ” (متى 5: 33-34).

1. اسم الرب قدوس

2142- تأمر الوصية الثانية باحترام اسم الرب. وهي، كالوصية الاولى، مرتبطة بفضيلة الدين، وتنظم على الخصوص استعمالنا الكلام في الامور المقدسة .

2143- بين جميع كلمات الوحي هناك كلمة فريدة هي الكشف عن اسمه. لقد اودع الله اسمه من امنوا به. انه يظهر لهم في سره الشخصي. واعطاء الاسم يندرج في سياق المسارة والالفة الحميمة. “اسم الرب قدوس” .ولذلك لا يستطيع الانسان اساءة استعماله. وعليه ان يحتفظ به في ذاكرته، في صمت العبادة والحب . ولا يدخله في كلامه الا ليباركه ويسبحه ويمجده .

2144- احترام اسم الله يعبر عن الاحترام الواجب لسر الله ذاته، ولكل الحقيقة القدسية التي يوحي بها. والاحساس القدسيات مرتبط بفضيلة الدين : “هل الاحساس بالخوف وبالقدسيات هو احساس مسيحي، او لا؟ لا يستطيع احد ان يشك بذلك بوجه معقول. وذلك ما كنا نشعر به، وبشدة، لو نلنا رؤية الله السيد. وذلك ما كنا نشعر به لو “تحققنا” حضوره. ويجب ان يكون فينا ذلك الاحساس بمقدار ايماننا بحضوره. والفراغ من ذلك الاحساس يعني اننا لا نعي حضوره ولا نؤمن به” .

2145- على المؤمن أن يشهد لاسم الرب بالاعتراف بايمانه دون الاستسلام للخوف . يجب ان يكون عمل الوعظ وعمل التعليم الديني ممتزجين بالعبادة والاحترام لاسم ربنا يسوع المسيح .

2146- تنهى الوصية الثانية عن سوء استعمال اسم الله أي من كل استعمال لا يليق باسم الله، ويسوع المسيح، ومريم العذراء وجميع القديسين :

2147- الوعود المقطوعة للاخرين باسم الرب تلزم شرف الله وأمانته وصدقة وسلطته. فيجب احترامها من باب العدالة. والحنث فيها سوء استعمال لاسم الله، وهو، بوجه من الوجوة، جعل الله كاذبا .

2148- التجذيف يعارض مباشرة الوصية الثانية . وقوامه ان يقال على الله، في الباطن او في الظاهر، كلام بغض، ولوم، وتحد، وان يقال فيه سوء وان يخل بالاحترام له بالكلام، وان يساء استعمال اسم الله. فالقديس يعقوب يزجر “من يجدفون على الاسم الجميل (اسم يسوع)الذي به دعوا” (يع 2: 7). وتحريم التجذيف يتناول ايضا الكلام المسيء لكنيسة المسيح،وللقديسين، والاشياء المقدسة. ومن التجذيف ايضا اللجوء إلى اسم الله لستر ممارسات اجرامية، واستعباد الشعوب، او التعذيب والقتل. ان سوء استعمال اسم الله لارتكاب جريمة بسبب رفض الدين . التجذيف يتعارض مع الاحترام الواجب لله ولاسمه القدوس. وهو في حد ذاته خطيئة جسيمة .

2149- والكلام النابي الذي يستعمل اسم الله دون نية تجذيف هو انتقاض لاحترام الله.وتمنع الوصية الثانية ايضا استعمال اسم الله بطريقة سحرية .
” اسم الله عظيم حيث يتلفظ به بالاحترام الواجب لعظمته وجلاله. واسم الله قدوس حيث يدعى بتوقير وخشية اهانته ” .

2. التلفظ باسم الله بالباطل

2150- تنهى الوصية الثانية عن القسم الباطل. الحلف او القسم هو اتخاذ الله شاهدا على ما يؤكده الانسان. انه اعتماد صدق الله عربونا للصدق الذاتي.والقسم يلزم اسم الله. “الرب الهك تتقي، واياه تعبد وباسمه تحلف” (تث 6: 13).

2151- نبذ الحلف الباطل واجب تجاه الله. فالله الخالق والرب هو قاعدة كل حقيقة. والكلام البشري يكون موافقا او معارضا لله الذي هو الحقيقة بذاتها.والقسم عندما يكون صادقا وشرعيا، يظهر ارتباط الكلام البشري بالحقيقة الالهية. والقسم الباطل يدعو الله إلى الشهادة للكذب .

2152- يكون خائنا من يقسم واعدا بما لا يريد فعله، او من لا يفعل ما وعد به بقسم. والحنث مخالفة جسيمة لاحترام رب كل كلام. والالتزام بقسم بفعل سيء يتعارض وقداسة اسم الله .

2153- لقد عرض يسوع الوصية الثانية في العظة على الجبل:” سمعتم انه قيل للاقدمين: لا تحنث بل أوف للرب بأيمانك . اما انا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة… فليكن كلامكم: نعم؟ نعم؛ لا؟ لا؛ وما يزاد على ذلك فهو من الشرير”(متى 5: 33-34، 37) . ويعلم يسوع ان كل قسم يتضمن ارتباطا بالله، وان حضور الله وحقيقته يجب ان يكرم في كل كلام. والرصانة في اللجوء إلى الله في الكلام تتوافق والانتباة إلى حضوره باحترام، ذلك الحضور الذي يؤكد او يحتقر في كل ما ننطق به .

2154- لقد أدرك التقليد الكنسي، على أثر القديس بولس ، ان كلام يسوع لا يتعارض والقسم عندما يتم هذا لسبب خطير وصوابي (مثلا أمام المحاكمة). “والقسم ، أي استدعاء الاسم الالهي للشهادة على الحقيقة، لا يمكن تأديته الا في الحقيقة، وبتمييز وصواب” .

2155- تقتضي قداسة الاسم الالهي ان لا يلجأ اليه في الامور التافهة، وان لا يجرى القسم في ظروف يمكن ان يؤول فيها انه موافقة لسلطة تقتضيه بدون حق. وعندما تقتضي القسم سلطات مدنية غير شرعية، يمكن رفضه. ويجب رفضه عندما يقتضى لغايات تتعارض وكرامة الاشخاص او الشركة الكنسية .

3. الاسم المسيحي

2156- يمنح سر المعمودية “باسم الاب والابن والروح القدس” (متى 28: 19). وفي المعمودية يقدس اسم الرب الانسان، ويحصل المسيحي على اسمه في الكنيسة.ويمكن ان يكون اسم قديس، أي تلميذ قضى حياة في أمانه مثالية لربه. ورعاية القديس تقدم مثالا للمحبة وتؤكد شفاعته. ويمكن ان يعبر “اسم المعمودية” عن سر من الاسرار او فضيلة من الفضائل المسيحية. “ويجب ان يسهر الاهل والعرابون والخوري على ان لا يعطى اسم غريب عن الحس المسيحي ” .

2157- يبدأ المسيحي نهاره وصلواته وأعماله باشارة الصليب. “باسم الاب و الابن والروح القدس.امين” .ويكرس المعمد نهاره لمجد الله، ويستدعي نعمه المخلص التي تمكنه من ان يتصرف في الروح كابن للاب. واشارة الصليب تقوينا في التجارب والمصاعب .

2158- يدعو الله كلا باسمه . واسم كل انسان مقدس. فالاسم هو ايقونة الشخص. وهو يقتضي الاحترام، دلالة على كرامة من يحمله .

2159- الاسم المتخذ هو اسم أبدي. ففي الملكوت ستسطع في نور باهر السمة الشخصية والوحيدة لكل شخص عليه اسم الله. “من غلب(…)، فاني أعطية حصاة بيضاء، مكتوبا عليها اسم جديد، لا يعرفه احد سوى الاخذ” (رؤ 2: 17). “ورأيت فاذا بالحمل قائم على جبل صهيون ومعه مئة الف واربعة واربعون الفا عليهم اسمه واسم ابيه مكتوبا على جباهم ” (رؤ 14: 1).

بايجاز

2160- “ايها الرب الهنا، ما أعظم اسمك في كل الارض” (مز 8: 2).

2161- تأمر الوصية الثانية باحترام اسم الرب. فاسم الرب قدوس.

2162- تنهى الوصية الثانية عن كل استعمال لاسم الله غير لائق. والتجذيف يعني استعمال اسم الله، ويسوع المسيح، والعذراء مريم والقديسين بوجه مسيء.

2163- القسم الباطل يستدعي الله إلى الشهادة للكذب. والحنث مخالفة جسيمة للرب الامين ابدا لوعوده .

2164- “لا تحلف لا بالخالق ولا بالخليقة الا في الحقيقة والضرورة والاجلال” .

2165- بالمعمودية يتقبل المسيحي اسمه في الكنيسة. ويجب ان يسهر الاهل والعرابون والخوري على ان يعطى له اسم مسيحي. ورعاية القديس توفر مثال محبة وتؤكد صلاته.

2166- يبدأ المسيحي صلواته وأعماله باشارة الصليب “باسم الاب والابن والروح القدس. امين” .

2167- الله يدعو كل انسان باسمه . 

المقال الثالث

الوصية الثالثة

“أذكر يوم السبت لتقدسة. في ستة أيام تعمل وتصنع جميع أعمالك، واليوم السابع سبت للرب الهك، لا تصنع فية عملا” (خر 20: 8-10) .

“السبت جعل لاجل الانسان، لا الانسان لاجل السبت؛ ثم ان ابن البشر هو رب السبت أيضا” (مر 2: 27-28).

1. يوم السبت

2168- تذكر الوصية الثالثة بقداسة السبت: “اليوم السابع سبت عطلة مقدس للرب” (خر 15:31).

2169- والكتاب، من هذا القبيل، يذكر بالخلق: “لان الرب في ستة أيام خلق السماوات والارض والبحر وجميع ما فيها، وفي اليوم السابع استراح. ولذلك بارك الرب يوم السبت وقدسة” (خر 11:20)

2170- ويبدي الكتاب في يوم الرب أيضا تذكارا لتحرير اسرائيل من عبودية مصر: “أذكر أنك كنت عبدا في أرض مصر، فأخرجك الرب الهك من هناك بيد قديرة وذراع مبسوطة. ولذلك أمرك الرب الهك بأن تحفظ يوم السبت” (تث 15:5).

2171- لقد أودع الله اسرائيل السبت لكي يحفظة علامة للعهد الابدي .

والسبت بالنسبة الى الرب، محفوظ ومقدس لتسبيح الله، وتسبيح عمل خلقة وأفعالة الخلاصية لمصلحة اسرائيل.

2172- تصرف الله هو مثال تصرف البشر. فاذا كان الله قد “استراح” في اليوم السابع (خر 17:31)، فعلى الانسان أن “يتعطل” ويجعل الاخرين، ولا سيما الفقراء، “يتروحون” . السبت يوقف الاعمال اليومية وينيل راحة. انة يوم احتجاج على عبودية العمل وعبادة المال .

2173- يروي الانجيل أحداثا كثيرة اتهم فيها يسوع بمخالفة شريعة السبت. ولكن يسوع لم يتعد أبدا قداسة هذا النهار . وقد شرح بما لة من سلطة معناها الحقيقي: “لقد جعل السبت لاجل الانسان، لا الانسان لاجل السبت” (مر 27:2). وبدافع الشفقة، يستبيح المسيح في يوم السبت، أن يفعل الخير لا الشر، وأن تخلص نفس لا أن تقتل . السبت هو يوم رب المراحم وشرف الله . “ابن الانسان هو رب السبت” (مر 28:2).

2. يوم الرب

“هذا هو اليوم الذي صنعة الرب، فلنبتهج ونتهلل فية” (مز 24:118).

يوم القيامة: الخلق الجديد

2174- قام يسوع من بين الاموات “في اليوم الاول من الاسبوع” (مر 2:16) . ويوم القيامة، بما أنة “اليوم الاول”، فهو يذكر بالخلق الاول. وبما أنة “اليوم الثامن” الذي الذي يأتي بعد السبت ، فهو يعني الخلق الجديد الذي بدأ مع قيامة المسيح. لقد صار بالنسبة الى المسيحيين أول جميع الايام، أول جميع الاعياد، يوم الرب، يوم “الاحد”.

“اننا نجتمع كلنا في يوم الشمس لانة اليوم الاول (بعد سبت اليهود، وأيضا اليوم الاول) الذي فية استخرج الله المادة من الظلمات، فخلق العالم، ولان مخلصنا يسوع المسيح، في هذا اليوم عينة، قام من بين الاموات” .

الاحد- تتميم السبت

2175- يتميز الاحد بوضوح من السبت وهو يتبعة زمنيا في كل أسبوع، ويقوم مقامة عند المسيحيين بالنسبة الى فريضتة الطقسية. انة يتمم في فصح المسيح حقيقة السبت اليهودي الروحية، ويعلن راحة الانسان الابدية في الله. فان عبادات الشريعة كانت تهيىء سر المسيح، وما كان يمارس فيها كان يمثل بعض الملامح العائدة الى المسيح .

“ان الذين كانوا يحيون بحسب نظام الاشياء القديم، جاؤوا الى الرجاء الجديد، فلا يحافظون على السبت بل على يوم الرب الذي فية تبارك حياتنا بة وبموتة” .

2176- الاحتفال بيوم الاحد يتمم الفريضة الاخلاقية المحفورة طبيعيا في قلب الانسان “أن يعبد الله عبادة خارجية، منظورة، علنية ومنتظمة تحت شعار احسانة الشامل للبشر” . وعبادة يوم الاحد تتمم فريضة العهد القديم الاخلاقية، فتعيد ايقاعها وروحها بالاحتفال كل أسبوع بخالق شعبة وفادية.

افخارستيا يوم الاحد

2177- ان الاحتفال، نهار الاحد، بيوم الرب وافخارستياة هو في قلب حياة الكنيسة. “ان يوم الاحد الذي يحتفل فية، منذ التقليد الرسولي، بالسر الفصحي يجب حفظة في الكنيسة جمعاء بكونة اليوم الرئيس بين الاعياد المفروضة” .

“كذلك يجب حفظ أيام ميلاد سيدنا يسوع المسيح، والظهور، والصعود وجسد ودم المسيح المقدسين، ويوم القديسة مريم والدة الاله، والحبل الطاهر بها، وانتقالها، ويوم القديس يوسف، والقديسين الرسولين بطرس وبولس، وجميع القديسين” .

2178- هذة الممارسة التي تقوم بها الجماعة المسيحية تعود الى أوائل العهد الرسولي . وتذكر الرسالة الى العبرانيين بأن “لا تهجروا اجتماعكم الخاص، كما هو من عادة البعض، بل حرضوا بعضكم بعضا” (عب 25:10).

يحتفظ التقليد بذكر تحريض لا يزال لة قيمة حالية: “المجيء باكرا الى الكنيسة، والتقرب الى الرب، والاعتراف بالخطايا، والندامة في الصلاة (…)، وحضور الليترجيا المقدسة الالهية، وانهاء الصلاة، وعدم الذهاب قبل اطلاق السبيل (…) لقد قلنا ذلك مرارا: لقد أعطي لكم هذا اليوم للصلاة والاستراحة. انة اليوم الذي صنعة الرب. فلنبتهج ونفرح بة” .

2179- “الرعية هي جماعة محددة من المؤمنين قائمة على وجة ثابت في كنيسة خاصة، توكل رعايتها الى خوري، كراع لها خاص، تحت سلطة الاسقف الابرشي” .
انها المكان الذي يمكن ان يجمع فية كل المؤمنين للاحتفال بالافخارستيا يوم الاحد. والرعية تنشىء الشعب المسيحي على الصورة العادية للحياة الليترجية، وتجمعة في ذلك الاحتفال، وتعلم عقيدة المسيح الخلاصية، وتمارس محبة الرب في أعمال صالحة وأخوية .

“لا تستطيع الصلاة في المنزل كما في الكنيسة، حيث العدد الغفير، وحيث يتصاعد الصراخ نحو الله بقلب واحد. هنا يوجد شيء أكثر، اتحاد العقول، واتحاد النفوس، ورباط المحبة، وصلوات الكهنة” .

واجب الاحد

2180- وصية الكنيسة تحدد شريعة الرب وتوضحها: “ان المؤمنين ملزمون بواجب المشاركة في القداس، يوم الاحد وأيام الاعياد الاخرى المفروضة” . “يتمم الزام المشاركة في القداس كل من يحضر القداس المقام بحسب الطقس الكاثوليكي نهار العيد نفسة أو مساء اليوم السابق” .

2181- ان افخارستيا يوم الاحد هي الاساس والتثبيت لكل الممارسة المسيحية. لذلك يلزم المؤمنون بالمشاركة في الافخارستيا في الايام المفروضة، ما لم يعذرهم في ذلك سبب جدي (من مثل المرض، والعناية بالاطفال)، أو يفسح لهم راعيهم الخاص . والذين يخالفون عن قصد ذلك الواجب يرتبكون خطيئة جسيمة.

2182- ان المشاركة في الاحتفال العام في الافخارستيا يوم الاحد هي شهادة على الانتماء الى المسيح وكنيستة والامانة لهما. ويؤكد المؤمنون بذلك شركتهم في الايمان والمحبة. ويشهدون معا لقداسة الله ورجائهم الخلاص. ويتقوون بعضهم مع بعض بارشاد الروح القدس.

2183- “اذا استحالت المشاركة في الاحتفال الافخارستي، لعدم توفر الخدام المكرسين، أو لاي سبب اخر خطير، يوصى المؤمنون بشدة بأن يشاركوا في ليترجيا الكلمة، اذ وجدت، في الكنيسة الرعائية أو في مكان مقدس اخر، تلك الليترجيا المقامة بحسب الترتيبات التي وضعها الاسقف الابرشي. أو يقيمون الصلاة مدة لائقة من الزمن، انفراديا أو مع الاسرة، أو، بحسب الظروف، مع جماعة من الاسر” .

يوم نعمة وعطلة من العمل

2184- كما أن الله “استراح في اليوم السابع من جميع عملة الذي عمل” (تك 2:2)، كذلك حياة الانسان تجري على ايقاع العمل والراحة. انشاء يوم الرب يساهم في ان ينعم الجميع بما يكفي من الراحة والفراغ ليتمكنوا من العناية بحياتهم العيلية، والثقافية، والاجتماعية، والدينية .

2185- في الاحاد وأيام الاعياد الاخرى المفروضة، يمتنع المؤمنون عن تعاطي الاشغال أو النشاطات التي تحول دون تقديم العبادة الواجبة لله، والابتهاج الملازم ليوم الرب، وممارسة أعمال الرحمة، أو الراحة اللازمة للنفس والجسد . وتكون الضرورات العيلية أو الفائدة الاجتماعية أعذارا شرعية في فريضة الراحة يوم الاحد. ويجب أن يعنى المؤمنون بأن لا تدخل الاعذار الشرعية عوائد مضرة بالدين، وبالحياة العيلية، والصحة.

“محبة الحقيقة تسعى الى الراحة المقدسة، وضرورة المحبة تتقبل العمل القويم” .

2186- على المسيحيين الذين تتوفر لهم أسباب الراحة أن يتذكروا اخوانهم الذين لهم الاحتياجات نفسها والحقوق نفسها، ولكنهم لا يستطيعون الاستراحة بسبب الفقر والعوز. وقد درجت التقوى المسيحية تقليديا على تخصيص يوم الاحد بالاعمال الصالحة، والخدمات المتواضعة للمرضى، وذوي العاهات والمسنين. ويقدس المسيحيون أيضا يوم الاحد باعطاء أسرتهم وأقاربهم من الوقت والعناية ما يصعب توفرة في أيام الاسبوع الاخرى. يوم الاحد يوم تفكير وصمت، وثقافة وتأمل، وهي أمور تساعد على نمو الحياة الداخلية والمسيحية.

2187- تقديس أيام الاحاد والاعياد يقتضي جهدا مشتركا. وعلى كل مسيحي أن يتحاشى أن يفرض على الاخرين، دون اضطرار، ما يمنعهم من حفظ يوم الرب. وعندما تقتضي العادة (رياضية، مطاعم الخ) والضرورات الاجتماعية (الخدمات العامة، الخ.) من البعض عملا يوم الاحد، تقع على كل واحد المسؤولية عن وقت كاف للراحة. وليعن المؤمنون بأن يتحاشوا برصانة ومحبة ما تولدة العطل الجماعية من افراط وعنف. وعلى السلطات العامة، أن تسهر، رغما عن الضغوظ الاقتصادية، على أن توفر للمواطنين وقتا للراحة ولعبادة الله. على أصحاب العمل واجب ممائل تجاة عمالهم.

2188- على المسيحيين ان يسعوا الى أن يعترف بأيام الاحاد والاعياد الكنيسة أيام عطلة رسمية، مع احترام الحرية الدينية والخير العام للجميع. وعليهم أن يعطوا للجميع مثلا علنيا على الصلاة، والاحترام، والفرح، وأن يدافعوا عن تقاليدهم، فيساهموا هكذا مساهمة ثمينة في الحياة الروحية للمجتمع الانساني. واذا كانت شرائع البلد أو أسباب أخرى تلزم بالعمل يوم الاحد، فليقض هذا النهار، مع ذلك، كيوم خلاصنا الذي يجعلنا نشترك في “محفل العيد” هذا، وفي “جماعة الابكار المكتوبين في السماوات” (عب 12: 22-23).

بايجاز

2189- “احفظ يوم السبت وقدسة” (تث 12:5). “في اليوم السابع سبت راحة مقدس للرب” (خر 15:31).

2190- ان السبت الذي كان يمثل انتهاء الخلق الاول أبدل بالاحد الذي يذكر بالخلق الجديد الذي بدأ بقيامة المسيح.

2191- تحتفل الكنيسة بيوم قيامة المسيح في اليوم الثامن، وهو يسمى بحق يوم الرب أو الاحد .

2192- “يجب أن يحفظ الاحد (…) في الكنيسة جمعاء بكونة يوم العيد المفروض الرئيس” . “ان المؤمنين ملزمون بواجب المشاركة في القداس يوم الاحد وأيام الاعياد الاخرى المفروضة” .

2193- ليمتنع المؤمنون في أيام الاحد والاعياد الاخرى المفروضة عن الاشغال والاعمال التجارية، التي من شأنها أن تحول دون تقديم العبادة الواجبة لله، والفرح الملازم ليوم الرب أو الراحة الواجبة للنفس والجسد” .

2194- ان انشاء يوم الاحد يساهم في :ان ينعم الجميع بما يكفي من الراحة والفراغ للقيام بمقتضيات الحياة العيلية، والثقافية، والاجتماعية والدينية” .

2195- على كل مسيحي أن يتحاشى أن يفرض على الاخرين دون اضطرار ما يمنعهم من حفظ يوم الرب.