Search

50 عاماً… من أجل عينيكَ يا يسوع

ibrahim-batarseh

50 عاماً وأنا كاهن… من أجل عينيكَ يا يسوع

فيما يلي نص الكلمة الرائعة التي ألقاها الأب إبراهيم بطارسة خلال القداس الإلهي الذي أقيم، اليوم الجمعة، في كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين في تلاع العلي بعمّان، لمناسبة احتفاله باليوبيل الذهبي (50 عاماً) على رسامته كاهناً للأبد:

من أجل عينيكَ يا يسوع، أقمتُ عيداً ويوبيلاً، ونَظَمتُ في الثناء عليك كلاماً جميلاً. أحببتَني دهوراً، وأحببتُكَ أعواماً. أعطيتُكَ ذاتي بلا حساب، وحياتي بلا رجوع. فوجدتُ في عطاء الحياة، حياتي ونجاتي. لكنني خرجتُ على الناموس العظيم حيناً، وأحياناً عبدتُ من دونِ الله أصناماً وأوهاماً، فهلكتُ جوعاً وعطشاً.

لكنّكَ في البرية أشبعتَني خبزاً عجيباً؛ وعلى بئر يعقوب رَويتَني ماءً غريباً. فأذهلتَني وأسَرتنَي. أقبلتُ إليكَ من البعيد خجولاً، أجرُّ بين يديكَ حِملاً من الذنوب ثقيلاً. سكبتُ عند قدميكَ ندامتي، دَمعاً وطيباً، فما كُنتُ في ما ذهبتُ إليه مخذولاً، ولا كنتُ مرذولاً. دخلتُ إليكَ من بابك الضيق؛ فكان أوسَعَ الأبواب إليكَ. رضيتُ بناموسِك العظيم، قيداً عظيماً؛ فسَقطتْ قيودي، وانهارت حُدُودي.

ما أحببتُ خيراً إلا أحببتُهُ للناس أجمعين، وإن كانوا من الدواعش الفاسقين، الذين يَذبَحُون الناس، ويقولون: “ذلك دينُ الله الحنيف”. ودين الله لا يكون بالسكاكين حنيفاً.

من أجل عينيكَ أعطيتُ كثيراً؛ وما أخذتُ إلا قليلاً. حملتُ إلى الناس إنجيلاً وبُشرى. وجعلتُ حياتي بالإنجيل إنجيلاً. ما طاردتُ من الدنيا سراباً، ولا انتظرتُ من أحدٍ سواك ثَواباً. روّعتني الأرواحُ حيناً، فكنتَ عياذي. وحاصرتني الوحوش أحياناً، فكنتَ ملاذي. وكنتُ بسرّكَ مجيداً مُخلّداً.

يدايَ طاهرتان من الدماء، وشفتايَ من الخبث والدهاء. وأنت تعلمُ سرّي في هواكَ: فقد أقمتُ أمكَ المُباركة بمقامِكَ عندي. فتألّقتْ، كما في قانا، وَجَاهة وسُلطاناً. رَعيتُ من أجل حُبّكَ حُبَّها؛ فزكوتُ لدَيكَ ولدَيهَا بِراً وإحساناً.

من أجلِ عينيكَ تركتُ من الدُّنيا كلَّ شيءٍ، أهلاً ومالاً ومَتَاعاً، وسَفينة وشِبَاكاً. أحببتُ عَشيرتي، وعَظمَّتُ بين العَشَائِر ذِكرَها. لكِنّني ما فقدتُ من حُبّك شيئاً في حُبِّها. كنتُ على المَدَى مَشْغُولاً بحُّبكَ عمّن سوَاكَ، وترَكتُ للأمواتِ أن يدفنوا مَوتاهُم.

وَضَعْتُ يديّ على المِحراثِ يَقيناً. وما نَظرتُ إلى الوراء حزيناً. يراني الناسُ أحياناً غنياً، وما مَلكتُ فضة ولا ذهباً. وأحياناً يرونني فقيراً، وعندي كنوزُ العالمين.

ما أنَستُ بقربك خوفاً ولا قلقاً: فمن رعى بالحب ناموسكَ، كان سعيداً آمناً؛ لا يخاف موتاً، ولا يخشى زوالاً. ومن رعى من دونك السراب، قضى حزيناً خائفاً.

أعظمُكَ بنشيد أمّكَ المباركة من أجل رحمتِكَ: فقد أكرَمتَني وجعلتَني في لاهوتِكَ شَريكاً. وأعطيتني من سُلطانِكَ سُلطاناً. استَنزلُك بكَلِمَاتِكَ على الهيكل. فتَنزل.

أعظمُكَ من أجل أنّك جعلتني بين اللهِ والناس وَسيطاً. ولأسرارِ الرحمةِ والغفران خادماً. وللإنجيلِ العظيمِ داعياً. وللكنيسةِ رَاعياً، ولمَلِكِ المُلوكِ عبّداً رَسُولاً.

أعظمُكَ من أجل أنّك دعوتني إلى عشاءِ عُرسِكَ العظيم. فأقبَلتُ إليكَ من الأزقةِ النّائية، أحمِلُ للعُرسِ مِصباحاً مُنيراً، وللطريقِ زيتاً كثيراً. ودَخَلتُ إلى العُرسِ سَعيداً خائفاً.

وعندما دخلتَ لتنظرَ الجُلَساء، وجَدتَنِي، على ما تُحِبُّ وتَشتَهي، بعَبَاءةٍ طاهِرةٍ وردَاء


يتقدم المعهد الإكليريكي بكهنته وراهباته وطلابه بأعز مشاعر الأخوة والمحبة

للأب العزيز إبراهيم بطارسة

لإحتفاله بيوبيله الذهبي (50 عاماً) كاهناً للرب

سائلين الرب يسوع الذي وضع حياته بين يديه، أن يمده بالصحة والسلامة والقداسة ليشهد كل يوم بأن السيد المسيح هو الطريق والحق والحياة

Facebook
WhatsApp
Email