Search

التراث العربي المسيحي القديم

الفصل السادس

مضمون التراث العربي المسيحي

من مقالات الاب سمير خليل اليسوعي مجلة صديق الكاهن 1983 ومجلة المسرة 67، 1981 ص 169-173
مقال للاب حنا الفاخوري وخليل الجر، “حركة النقل بعد الفتح الاسلامي”، مجلة المسرة، 1958)

احتل العرب سوريا سنة ٦٣٨ م، ودخلوا العراق في السنة ذاتها. ولم تمض على ذلك اربع سنوات حتى كانت بلاد فارس تحت سيطرتهم. وفي سنة ٦٦١ استقرت الدولة الاموية في دمشق، غير ان النصارى ظلوا يتمتعون بحريتهم الدينية والفكرية ويتابعون نشاطهم العلمي والفلسفي.
اهتمت الدولة العباسية، بعد ان استتب لها الامر، بالدراسات العلمية اهتماما بالغا وساعدت على نقل العلوم الاجنبية الى العربية، ساهم المسيحيون العرب بهذا الجهد بالقدر الاكبر.

لم يمض ثمانون عاما على سقوط الدولة الاموية حتى كانت الترجمات الى العربية قد شملت القسم الاكبر من مؤلفات ارسطو، وشراح المدرسة الاسكندرانية ومعظم كتب جالينوس وبعض محاورات افلاطون. ولم تقتصر هذه الترجمات على الكتب اليونانية بل تعدتها الى ما سواها من مناهل المعرفة انذاك: العبرية والسريانية واليونانية والفارسية والهندية واللاتينية.

بدأت الترجمات الى العربية في اواخر القرن السابع المسيحي لكنها لم تنشط الا في اواخر القرن الثامن، ولم تبلغ ذروتها الا في القرن التاسع. ومن البديهي ان تكون الترجمات الاولى قد تناولت الموضوعات التي تتعلق مباشرة بالحياة العملية. فابن النديم يخبرنا ان خالد بن يزيد، حاكم مصر في عهد الدولة الاموية، كان مولعا بالعلوم فأمر بعض العلماء الاسكندرانيين بنقل بعض الكتب الطبية والكيميائية من اليونانية والقبطية الى العربية، وان هذه الترجمات كانت الاولى من نوعها في العالم العربي، كما ان الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز امر بنقل كتاب في الطب.

اما الحركة الحقيقية للنقل فلم تبدأ قبل عهد ا لخليفة العباسي ابي جعفر المنصور الذي أسس بغداد وجعل منها وارثة لاثينة والاسكندرية. وقد تابع الخلفاء العباسيون عمل المنصور حتى جاء المأمون وأنشأ مدرسة للترجمة سنة ٢١٧هـ/ ٨٣٢ م، عُرفت باسم “بيت الحكمة”، وكانت هذه الدار – التي هي اشبه بالاكاديمية العلمية – يعمل فيها علماء كثر من شراح ونقلة تحت رئاسة الطبيب النصراني يوحنا بن ماسويه؛ وقد اوفد المرسلين الى الهند وفارس والقسطنطينية وغيرها للبحث عن الكتب القيمة وجمعها. وكانت دار الحكمة مقسمة الى دوائر مختصة بحقل من حقول الترجمة، ولكل دائرة رئيس. وكان حنين بن اسحق العبادي، وهو لم يبلغ بعد الثامنة عشرة من عمره، انشط المترجمين في هذه المدرسة. وقد اصبح رئيس المدرسة بعد ان جددها الخليفة المتوكل حوالي سنة ٢٤٢ ه/ ٨٥٧ م، أي في سنة وفاة يوحنا بن ماسويه. وكانت الترجمة في بدء عهدها، الى السريانية غالبا، لكن حركة الترجمة الى العربية ازدادت بعد رئاسة حنين، واكب اشهر المترجمين على اعادة النظر في الترجمات القديمة وتصحيحها.

اذا نظرنا الى مضمون تراثنا العربي المسيحي، يمكننا ان نميز فيه ثلاث فئات من الكتب:
– التراث الادبي والعلمي
– التراث الديني المترجم
– التراث الديني المؤلف بالعربية.

أ- التراث العلمي والادبي

اولا: الترجمات الطبية والفلسفية

ان اول ما نُقل الى العربية كتب تعنى بالعلوم العملية كالطب والحساب والكيمياء. لكن جهد النقلة لم يقتصر على هذه العلوم بل تعداها الى غيرها من العلوم والى معارف نظرية، فتناول علوم الطبيعة وما بعد الطبيعة، والدين، والفلك والفلسفة.

تُرجم التراث اليوناني العلمي والفلسفي على يد النصارى ولا سيما السريان منهم، والمشارقة اولا (أي النساطرة)، ثم المغاربة (أي السريان الارثوذكس). وتم ذلك اما مباشرة عن اليونانية، واما عن طريق السريانية، اذ ان هذه المؤلفات اليونانية كانت مترجمة الى السريانية منذ القرن السادس الميلادي.

اما العلوم، فقد ترجمت منها مؤلفات جالينوس وابقراط في الطب، وديسقريطس في النبات، وبطليموس في الفلك. واما الفسلفة فقد ترجمت منها اغلب مؤلفات ارسطو ومفسريه (امثال نيقولاوس، وثامسطيوس، ويحيى النحوي (الاسكندري)، وبروقلس، ومؤلفات المدرسة الافلاطونية المحدثة، وقد تمت هذه الترجمات كلها التي تعد بالعشرات، على يد مترجمي النصارى. وكان لهم الفضل ايضا في خلق المصطلحات العلمية والفلسفية العربية.

وكان لهذه الترجمات دور اساسي في تطوير اللغة العربية. فقد واجه المترجمون في العصر العباسي الاول المشكلة نفسها التي نواجهها اليوم، الا وهي مشكلة ترجمة الفكر الغربي المعاصر، والتعبير عنه باساليب ومفاهيم عربية واضحة؟ وقد تأسست لحل هذه المشكلة مجامع اللغة العربية بدمشق والقاهرة وبغداد، كما تأسس مركز في الرباط لترجمة المصطلحات العلمية الحديثة. الا ان هذه المهمة وقعت في العصر العباسي على مسؤولية اشخاص معدودين، امثال حنين بن اسحق، واسحق بن حنين، وقسطا بن لوقا، وابي بشر متى يونس، وابي زكريا يحيى بن عدي، وغيرهم.

ويعتبر ابو زيد حنين بن اسحق العبادي (المتوفى سنة 873)، اكبر مترجم في عصر النهضة العباسية وربما كان اكبر مترجم على الاطلاق، فقد وضع اكثر من الف مصنف. وكان المأمون يعطيه على كل كتاب يترجمه وزنه ذهبا، كما جعله مسؤولا عن “بيت الحكمة” ببغداد، لترجمة التراث اليوناني والسرياني العلمي والفلسفي الى العربية. فجمع حنين حوله فئة من المترجمين وكان معظهم من المسيحيين (وفي مقدمتهم ابنه اسحق بن حنين وابن اخيه حبيش بن الحسن)، وأسس مدرسة في الترجمة، ووضع مصطلحات فنية، وطور اللغة العربية فجعلها مرنة قابلة للتعبير عن جميع المفردات الطبية والعلمية وعن المعاني الفلسفية.

لو تصفحتم كتاب “الطب في الاسلام” للمستشرق الالماني منفرد اولمان Manfred Ullmann، او الجزء الثالث من “تاريخ التراث العربي” الخاص بالطب للمستشرق التركي فؤاد سزكين Fustsezgin وهما المرجعان الاساسيان في الطب العربي، لوجدتم ان نصف المؤلفين المشار اليهم من النصارى وكذلك الحال في “تاريخ الحكماء” لابن ابي اصيبعة، والذي يعتبر اهم مرجع عربي عن الطب في العصور الوسطى.

ومن اشهر الاطباء يوحنا ابن ماسويه، وجبرائيل بن بختيشوع (وآل بختيشوع عموما)، وحنين ابن اسحق وابنه اسحق، وعيسى ابن علي، وابو الفرج عبدالله بن الطيب مدير المارستان العضدي، وابن جزلة، وابن بطلان، وابن القف، ورأس الحكماء اخو ايليا مطران نصيبين…الخ. وكانوا جميعا اطباء للخلفاء والامراء، ووصلت شهرتهم ايام الجاحظ الى ان قال: “اين تجد طبيبا غير مسيحي”، وقال ايضا للمسلمين بلهجته الهزلية: “اذا اردت ان تكون طبيبا، فسم نفسك باسم عيسى او اسحق او بهذه الاسماء. ولا تتكن بابي القاسم او بابي الحسن، وانما تكن بابي يحيى او بابي عيسى”، يقصد بذلك ان لم تكن مسيحيا، لن تأتي الزبائن اليك، كما قال!

وفي مجال الفلسفة لعب المسيحيون دورا مهما في نشر الفلسفة اليونانية في العالم العربي الاسلامي، ومنه الى العالم اجمع. فقد كانوا أئمة الفلسفة الارسطوطالية، واساتذة الفلاسفة المسلمين، من القرن الثامن حتى الحادي عشر ببغداد. فأساتذة الفارابي مثلا ثلاثة: يوحنا بن حيلان في حران وابراهيم المروى في مرو، وابو بشر متى بن يونس في بغداد، وكلهم من النصارى . وبعد وفاة الفارابي سنة 950، اصبح يحيى بن عدي التكريتي استاذ الفلسفة الاكبر في العالم الاسلامي، حتى وفاته سنة 974، و “اليه انتهت رئاسة الفلاسفة في ايامه… وكان اوحد دهره”، حسب تعبير ابن النديم صاحب “الفهرست”.

ثانيا: العلوم والرياضيات

اشتهر في الرياضيات قسطا بن لوقا، البعلبكي الاصل البغدادي النشأة، وهو قس عالم ملكي، توفى نحو سنة 912. فترجم “عناصر” اقليدس الى العربية، فكان له الفضل في خلق مصطلحات الرياضيات، التي ما زلنا نستعملها اليوم. كما انه وضع مصنفات عديدة، في علم الفلك، وعلم الحيل (أي الميكانيك).

وفي مطلع القرن الحادي عشر ألف ايليا مطران نصيبين على السريان المشارقة (المتوفى عام 1046)، “زيجا” ذكيا اثار اعجاب الوزير ابي القاسم الحسين بن علي المغربي (ت 1027).

وفي منتصف القرن الحادي عشر، الف الفليسوف المتطيب السرياني يحيى بن جرير التكريتي (المتوفى عام 1080)، لسيد الدولة ابي الغنايم عبد الكريم، كتاب “المختار من الاختبارات الفلكية”، كما انه صاحب “كتاب في منافع الرياضة وجهة استعمالها”. فضلا عن مؤلفاته الشهيرة، ولا سيما موسوعته المعروفة بكتاب “المرشد”.

ثالثا: التاريخ

لقد اهتم المسيحيون العرب بتدوين التاريخ المدني والديني، كما فعل من قبلهم المسيحيون اليونان والسريان والاقباط. واليك اهم المؤرخين الاوائل، حتى منتصف القرن الحادي عشر.

1) القصابة البكري؟؟؟: عاش في صدر الاسلام. وقد ذكره بن تنيبة في “كتاب المعارف”، وياقوت الحموي في “معجم البلدان”.

2) تيوفلي بن توما الرهاوي الماروني: وكان طبيبا ومنجما للخليفة المهدي. توفي سنة 785 وقيل 779. له تاريخ مفقود، ذكره محبوب بن قسطنطين، وابو الفرج بن العبري، وديونيسيوس التلمحري. وقد يكون موضوع بالسريانية.

3) الفضل بن مروان بن ماسرجس النصراني: المكنى بابي العباس. ولد سنة 773، وخدم المأمون والمعتصم وغيرهم من الخلفاء. وكان وزيرا للمعتصم، وتوفي سنة 864، له “كتاب المشاهدات، والاخبار التي شاهدها ورواها”.

4) حنين ابن اسحق: الطبيب والناقل الشهير (809-873)، ذكره بن ابي اصيبعة قال: ولحنين “كتاب تاريخ العالم والمبدأ، والانبياء، والملوك والأمم، والخلفاء والملوك في الاسلام، وابتدأ فيه من ادم ومن اتى من بعده، وذكر ملوك بني اسرائيل، وملوك اليونانيين والروم، وذكر ابتداء الاسلام، وملوك بني امي، وملوك بني هاشم الى الوقت الذي كان فيه حنين بن اسحق، وهو زمان المتوكل على الله”. وله ايضا كتاب “نوادر الفلاسفة والحكماء، وآداب المعلمين القدماء” اورد قطعا منه ابن ابي اصيبعة في تاريخه.

5) ابراهيم بن عيسى: قال ابن النديم: “ابراهيم بن عيسى النصراني، وكان من ظرفاء الكتّاب وادبائهم. وله من الكتب: كتاب اخبار الحواري، وكتاب الرسائل”.

6) يوسف ابن ابراهيم ابن الداية: ولد في بغداد نحو سنة 796، وتربى مع الخليفة المعتصم. ثم صار مولى ابراهيم ابن الخليفة المهدي. وبعد وفاة ابراهيم ذهب الى دمشق، ومنها الى مصر. وكان اديبا وكاتبا، وتوفى نحو سنة 878. له “اخبار ابي نواس والمختار من شعره”، و “كتاب ابراهيم ابن المهدي في انواع الاخبار”. وكثيرا ما استشهد ابن ابي اصيبعة بكتابين له، هما: “اخبار الاطباء”، و “اخبار المنجمين”.

7) اسحق بن على الرهاوي: طبيب شهير، عاش في الثلث الثاني من القرن التاسع. له عدة مؤلفات طبية. وله تاريخ للاطباء، كثيرا ما استشهد به ابن ابي اصيبعة. وهذا التاريخ سماه “ادب الطيب”، وهو محفوظ اليوم في اسطنبول بالمكتبة السليمانية.

8) فتيون بن ايوب الترجمان: عاش في منتصف القرن التاسع. له كتاب في اخبار الاطباء. ذكره بن ابي اصيبعة اكثر من ثلاثين مرة في تاريخه واورد منه صفحات عديدة.

9) اسحق بن حنين: ولد سنة 830. وكان من اشهر النقلة، وطبيبا وفيلسوفا. توفي سنة 910. له عشرات المؤلفات، منها “تاريخ الاطباء” الذي نشر منه اجزاء.

10) هارون بن عزور الراهب: عاش غالبا في القرن التاسع او العاشر. له “تاريخ مختصر” من ادم الى ايامه، ذكره عبيدالله بن جبرائيل في “مناقب الاطباء”.

11) قيس الماروني: جاء في كتاب “التنبيه والاشراف” للمسعودي، بعد ذكر مارون الراهب “ولبعض متبعيه من المارونيين، ويعرف بقيس الماروني، كتاب حسن في التاريخ وابتداء الخليقة والانبياء، والكتب والامم، وملوك الروم وغيرهم واخبارهم. انتهى بتصنيفه الى خلافة المكتفي”. ولما كان المكتفي تولى الخلافة من سنة 902 الى 908، فقد عاش قيس في اواخر القرن التاسع ومطلع القرن العاشر.

12) قسطا بن لوقا البعلبكي: قال ابن النديم: “وقد كان يجب ان يقدم على حنين لفضله ونبله وتقدمه في صناعة الطب. ولكن بعض الاخوان سأل ان يقدم حنين عليه، وكلا الرجلين فاضل. وقد ترجم قسطا قطعة من الكتب القديمة. وكان بارعا في علوم كثيرة، منها الطب، والفلسفة والهندسة، والاعداد، والموسيقى، لا يطعن عليه، فصيحا باللغة اليونانية، جيد العبارات بالعربية”. وتوفى بارمينا قبيل سنة 922. ولقسطا عشرات المؤلفات العلمية والفلسفية. اما في التاريخ فله “كتاب الفردوس، في التاريخ” و “كتاب شرح مذاهب اليونانيين”، ذكرهما ابن النديم، ولم يصلا الينا.

13) اثناسيوس الراهب المصري: قال المسعودي في كتاب “التنبيه والاشراق” : “وكتاب اثناسيوس الراهب المصري، رتب فيه ملوك الروم وغيرهم من الامم، وسيرهم، واخبارهم، من ادم الى قسطنطين بن هيلاني”.

14) يعقوب بن زكريا الكسكري: قال المسعودي: “ورايت لاهل المشرق من العباد كتابا ليعقوب ابن زكريا الكسكري الكاتب. وقد شاهدناه بارض العراق والشام ويشتمل على انواع من العلوم في هذه المعاني يزيد على غيره من كتب النصارى”.

15) ابو زكريا دنحا: قال المسعودي: “وكتب لليعاقبة في ذكر ملوك الروم واليونانيين وفلاسفتهم، وسيرهم، واخبارهم. الفه ابو زكريا دنحا النصراني. وكان متفلسفا، جدلا، نظارا. جرت بيني وبينه منظارات كثيرة ببغداد…”. 

16) سعود بن بطريق: طبيب ومؤرخ مشهور. ولد في فسطاط سنة 877، وتوفى بالاسكندرية سنة 940. بعد ان تولى بطريركية الملكيين فيها سنة 933. قال ابن ابي اصيبعة: “ولسعيد ابن البطريق من الكتب:
1- كتاب في الطب، علم وعمل.
2- كنائس
3- كتاب الجدل بين مختلف والنصراني.
4- كتاب “نظم الجوهر”. ثلاث مقالات، كتبه الى اخيه عيسى بن البطريق المتطيب، في معرفة صوم النصارى وفطرهم، وتواريخهم، واعيادهم. وتواريخ الخلفاء والملوك المتقدمين. وذكر للبطاركة واحوالهم، ومدة حياتهم ومواضعهم. وما جرى لهم في ولايتهم”. وتاريخه يمتد من ادم حتى سنة 938. وقد نشر وترجم مرارا.

17) غريب بن سعد القرطبي: كان كاتبا نصرانيا من اهل قرطبة ثم اسلم. كتب للخليفتين عبد الرحمن محمد الناصر لابن الله ولابنه الحكم بن عبد الرحمن. وتوفى سنة 977. وله في التاريخ:
1- “مختصر” لتاريخ ابي جعفر بن جرير الطبري، حسنه واضاف اليه اشياء عن تاريخ المغرب والاندلس.
2- “صلة تاريخ الطبري” من سنة 904 الى سنة 932.

18) سويروس بن المقفع: اسقف الاشمونين (بجوار ملوى في صعيد مصر) في منتصف القرن العاشر. وضع “كتاب السير”، وهو تاريخ جامع للكنيسة بالدولة في مصر. جمعه سويروس بدقة بالغة من تواريخ يونانية وقبطية؟ طبع مع ترجمة انجليزية في اربعة اجزاء.

19) محبوب بن قسطنطين المنبجي: مطران منبج الملكي في القرن العاشر. صاحب “كتاب العنوان”. صنفه لعيسى بن الحسن على قسمين: القسم الاول من آدم الى الملك ثاودسيوس الصغير (ت 439)، والقسم الثاني حتى سنة 942 (الا ان المخطوط الوحيد الباقي يقف عند سنة 767 في عهد المهدي). قال المسعودي: “واحسن كتاب رايته للملكية، في تاريخ الملوك والانبياء والامم والبلدان وغير ذلك كتاب محبوب بن قسطنطين المنجي، وكتاب سعيد بن البطريق المعروف بابن الفراش المصري”.

20) ايليا مطران نصيبين: هو المطران المشرقي الشهير، صاحب “المجالس” التي جرت سنة 1027 بينه وبين الوزير ابي القاسم بن علي المغربي، وكتاب “دفع الهم” وغيرهما. توفى سنة 1043. وقد الف ايليا تاريخا كبيرا، تمتد اخباره من سنة 32 الى سنة 1018. وهو موضوع باللغتين السريانية والعربية، ونشر مرارا، وترجم الى عدة لغات. وقدم على تاريخه جداول تاريخية مفيدة، فيها موجز تاريخ الدول القديمة قبل المسيح. واعتمد على المؤرخين الثقات، امثال ابي جعفر ابن جيرير الطبري، وعبيدالله ابن احمد، وثابت بن سنان. واسم تاريخه “كتاب الازمنة”. وقد مدحه عبيد الله بن جبرائيل في “كتاب مناقب الاطباء…”.

21) عبدالله بن جبرائيل: اخر كبار اطباء ال بختيشوع، ويكن بابي سعيد: “كان فاضلا في صناعة الطب، مشهورا بجودة الاعمال فيها، متقنا لاوصولها وفروعها. من جملة المتميزين من اهلها. والعريقين من اربابها. وكان جيد المعرفة بعلم النصارى ومذاهبهم. وله عناية بالغة بصناعة الطب. وله تصانيف كثيرة فيها. ومن اشهر تأليفه:
1- “كتاب الروضة الطبية”، كتب به الى الاستاذ ابى الحسن محمد بن علي.
2- “رسالة في الطهارة ووجوبها”، الى الاستاذ ابي طاهر ابن عبد الباقي، المعروف بابن قطرمين، جوابا عن مسألته.
3- “كتاب طبائع الحيوان وخواصها ومنافع اعضائها”. الفه للامير نصير الدولة.
اما في التاريخ، فله “كتاب مناقب الاطباء”، ذكر فيه شيئا من احوالهم ومآثرهم. وكان تأليفه لذلك في سنة 1032. وقد اورد ابن ابي اصيبعة صفحات عديدة من “مناقب الاطباء”.

22) ابن بطلان: “هو ابو الحسن المختار بن الحسن بن عبدون بن سعدون ابن بطلان، نصراني من اهل بغداد. وكان قد اشتغل على ابي الفرج عبدالله بن الطبيب وتتلمذ له، اتقن عليه قراءة كثير من الكتب الحكيمة وغيرها. ولازم ايضا ابا الحسن ثابت ابن ابراهيم بن زهرون الخراني بن الطيب. واشتغل عليه، وانتفع به في صناعة الطب وفي مزاولة اعمالها.
اما في التاريخ فقد ترك مؤلفين:
1- “دعوة القسوس”، نشر حديثا.
2- “دعوة الاطباء”. وكثيرا ما نقل المؤلفون صفحات من هذا الكتاب، امثال ياقوت الحموي في “معجم البلدان”، وابن ابي اصيبعة في “عيون الانباء”، وغيرهم. وقد طبع وترجم الى الفرنسية.

23) يحيى بن سعيد الانطاكي: هو نسيب سعيد بن بطريق، وضع “تاريخ الذيل” لكتاب “نظم الجوهر”. ذكر الحوادث المدنية والدينية التي جرت من سنة 938 الى سنة 1028. فيه عدة معلومات عن تاريخ الدولة الفاطمية، في مصر وبلاد الشام، لا توجد في غيره من التواريخ. لذلك نشر، وترجم الى الفرنسية والروسية.

24) التاريخ السعردي: هو تاريخ عام لاحد النساطرة، وصل الينا في مخطوط ناقص، جزئه الاول في المكتبة البطريركية الكلدانية ببغداد، وجزئه الثاني في المكتبة الوطنية بباريس تحت رقم عربي 6653. (وكان سابقا بمطرانية سعرد الكلدانية، فسمى “التاريخ السعردي”، يذكر الجزء الاول حوادث سنين 251-422. والجزء الثاني حوادث سنين 484-650. اما الباقي فمفقود.

25) مخائيل اسقف تنيس: عاصر سويروس ابن المقفع، وساعده في نقل بعض السير من اللغة القبطية الى العربية. وكان كاتب السينودس في عهد البطريرك القبطي يلوثاوس (979-1003). ووضع سيرة عشرة بطاركة. من مخائيل (880-907) الى سانوثيوس (1032-1046). وجُعل ميخائيل اسقفا على تنيس في عهد البطريرك سطودولس. وقد طبع تاريخه هذا مع ترجمة انجليزية.

26) يوحنا ابن الطبري: هو راهب نسطوري عاش في القرن الحادي عشر. له “تاريخ جثالقة النساطرة” موجود في مخطوط فريد، وقد يكون هذا المخطوط اليوم في دير مار مرقس للسريان الارثوذكس بالقدس.

27) توفيل الراهب المؤرخ: عاش توفيل في القرن الحدي عشر، وقد يكون من طائفة الملكية. ترك لنا “تاريخا” من ادم الى ايامه، في مخطوط فريد كان مُلك الخوري نيقولاوس نحاس الملكي الحلبي، منسوخ سنة 1224.

وفي القرن الحادي عشر نجد تواريخ اخرى عديدة، امثال تواريخ ابا الراهب النسطوري ويحيى بن جرير التكريتي السرياني، وميخائيل ابن بدير القبطي، وموهوب بن منصور القبطي وابي الخير المبارك ابن شرارة الحلبي، وابى المكارم اسعد بن الخطير ابن مماتي القبطي، وبقيرة الرشيدي صاحب الصليب.

اما في القرن الثاني عشر، فلا نجد الا قلة من المؤرخين. نذكر منهم: يوحنا بن صاعد بن يحيى بن مينا المعروف بابن القلزمي الكاتب، والبطريرك القبطي مرقس بن زرعة، وماري بن سليمان النسطوري، وموفق النبين بن المطران وابو صالح الارمني، وقيصر الانطاكي الراهب الملكي.

رابعا: الادب الفني

1- الشعر:

اما في الشعر، فقد اشتهر في الجاهلية عدي بن زيد، ثم الاخطل، على ايام الامويين، وابو الحسن سليمان بن الحسن الغزي، الذي اصبح مطران غزة على الملكيين في كبره، بعد ان كان كاتبا في مصر في نهاية القرن العاشر، وراهبا في طور سيناء. وقد جمع الاب لويس شيخو كثيرا من شعر هؤلاء الشعراء وغيرهم، في كتابه الضخم “شعراء النصرانية” (الجزء الاول “قبل النصرانية”، والجزء الثاني بعد النصرانية”).

اما مزامير داود النبي، فقد ترجمها شعرا الاسقف الاندلسي الحفص بن البر (= Alvarez) القوطي، في منتصف القرن العاشر، وهي جوهرة من جواهر الادب المسيحي العربي.

المزمور الثامن:
“يا رب، يا مالكنا، ما اعظم
في كل ارض اسمك المكرم!
قد اعتلا على السماء عزك
وفوق كل شامخ علوك.
جعلت من السنة الاطفال
والمرضعين الحمد ذا كمال.
لاجل شأني، ليُهدى المبغض،
والواثر المخالف الممرض.
أرى السماء ما برت اصابعك
والبدر فيها من مصانعك
والانجم الزهر التي جعلت،
مشرقة فيها كما قدرت.
ماذا هو الانسان حتى تذكره؟
وما ابنه، اذ بالبلا تختبره؟

المزمور الاول:
قد أفلح المرء الذي لم يذهب
في رأي اهل الجرم فعل المُذنب.
ولم يقم على سبيل الاثمة،
ولا يكن يجلس بين الظلمة.
في مقعد الإزراء والتداهي،
لاكن هواه في كتاب الله.
كان، وفيه ثانيا مرددا،
نهاره وليله مجتهدا.
مثاله شجرة قد غُرست
على سواقي الماء حين نُقلت…

2- المقامات وما يجري مجراها:

وفي القرن الحادي عشر، اشتهر ابن ماري المسيحي بمقاماته المعروفة ب “المقامات المسيحية” الموضوعة على منوال مقامات الحريري وقد استحسنها الادباء المسلمون.

وكذلك وضع الطبيب الاديب ابن بطلان كتاب “دعوة الاطباء” الذي نال حظوة لدى الادباء حتى ان ياقوت الحموي الرومي نقل عنه فقرات عديدة في كتابه “معجم البلدان”. ثم وضع كتابا اخر سماه “دعوة القسوس”.

واعتمادا على هذا الكتاب وضع القس يعقوب المارديني كتاب “دعوة القسوس” اخر، في القرن الثالث عشر.

3- المواعظ المسجعة:

ولما انتشر السجع فاصبح من ضروريات الادب العربي، اخذ الادباء المسيحيون يؤلفون مواعظ دينية مسجعة.

واشتهر في هذا الفن البطريرك المشرقي ايليا الثالث، المشهور بابي حليم الحديثي، في القرن الثاني عشر. وفي العصر الذهبي للكنيسة القبطية (وهو القرن الثالث عشر)، القى الواعظ كثيرا من المواعظ المسجعة، لا سيما صفي الدولة ابو الفضائل ابن العسال، وشمس الرئاسة ابي البركات ابن كبر (ت 1324).

وكذلك الف الراهب القبطي سمعان بن كليل بن مقارة المعروف بسمعان الحبيب، مقالات لاهوتية في غاية الجودة والسهولة رغم كونها مسجعة، في كتابه “روضة الفريد وسلوة الوحيد” (في نهاية القرن الثاني عشر).

4- الاناجيل المسجعة:

وجدير بالذكر ان الاناجيل المقدسة ترجمت سجعا في نهاية القرن التاسع الميلادي. وقد استشهد بهذه الترجمة الجميلة الامام الزيدي ابو القاسم الطباطباي في رده على النصارى (في القرن العاشر الميلادي). وهناك اربع ترجمات مسجعة للاناجيل وضعت في القرن العاشر الميلادي. واحدة منها لابن داود يشوع، وثلاث منها مجهولة المؤلف، وما زالت مخطوطة في مكتبات اوروبا. ثم جاء عبد يشوع الصوباوي، مطران نصيبين على المشارقة، فوضع ترجمته المشهورة لاناجيل الآحاد والاعياد سنة 1299. وهي جيدة بليغة، وكل انجيل مكتوب بقافية واحدة. واليك نموذجا لهذه الترجمة، من انجيل متى، يقرأ في يوم عيد مار جورجيوس الشهيد:

نموذج من ترجمة الاناجيل لعبد يشوع:
1 وقال المخلص لتلاميذه والرفاق
2 لا تظنوا اني اتيت لاوقع في الارض الصلح والوفاق.
3 لم آت لاوقع السلام، بل الحرب والشقاق.
4 فاني أتيت لاجعل الرجل المؤمن يخالف على ابيه دي النفاق.
5 وأُباعد بين الابنة المؤمنة وامها الكافرة، والكنة وحماتها بالفراق.
6 وأعداء الرجل آل بيته الفساق.
7 فمن أحب ابا واما افضل مني، فليس هو أي بأهل الاعتلاق.
8 ومن أحب ابنا او ابنة اكثر مني، فما هو لي من اهل الميثاق.
9 ومن لا يحتمل صليبه ويتبعني، فما هو أي من اهل الميثاق.
10 من وجد نفسه، فقد اهلكها، وعرضها للانمحاق،
11 ومن اهلك نفسه، فسوف يجدها بجوار الخلاق.
12 ومن تقبلكم، فإياي تقبل، بالنية والاشتياق،
13 ومن تقبلني، فقد تقبل الذي ارسلني، باعثا على مكارم الاخلاق.
14 ومن تقبل نبيا باسم نبي في الطراق،
15 فاجر نبي يأخذ وما لمسعاه اخفاق.
16 ومن تقبل صديقا، صديق صداق،
17 فاجر صديق يأخد، ولا عاق.
18 وكل من سقى احد هؤلاء الاصاغر شربة ماء بارد، عذب المذاق.
19 باسم تلميذ ذي استشراق،
20 الحق اقول لكم: انه لا يضيع اجره الذي فاق.
21 من شاء ان يتبعني، فليكفر بنفسه، ويولي الدنيا الطلاق،
22 وليأخذ صليبه، وليكن من اقتفاء اثري على لحاق…

ب- التراث الديني

اولا – الترجمات المسيحية العربية الدينية

1- الترجمات الكتابية:

ترجم الكتاب المقدس كله الى اللغة العربية مرات عديدة ومن لغات مختلفة. وتعد هذه الترجمات بالعشرات احيانا. انا الاناجيل، فيبدو ان عدد الترجمات العربية يفوق المائة. ولم تحصر حتى الان، وقد ظهر حديثا بحثا للمستشرق Knutsson عن ترجمة سفر القضاة الى العربية، بين فيه ان لدينا خمس ترجمات مختلفة له، ثلاث منها عن السريانية واثنان عن اليونانية.

2- الترجمات الابائية:

اعتنت الكنائس الشرقية دائما بمؤلفات الآباء، لذلك اخذت كل طائفة تترجم اهم مؤلفاتهم الى العربية، فترجموا من اليونانية مؤلفات كليمنضوس الروماني، واغناطيوس الانطاكي النوراني، وبوليكاربوس الازميري، وايريناوس، واكليمنضوس الاسكدري، وتاوفيلس الاسكندري، وناماسيوس الحمصي، وايبوليدس الروماني، وغريغريوس العجائبي، واثناسيوس الاسكندري، ويوحنا الذهبي الفم، وباسيليوس الكبير، وغريغوريوس النصي، وغريغوريوس اللاهوتي، وكيرلس الاروشليمي، وكيرلس الاسكندري، وابرقلس بطريرك القسطنطينية، وثاودريطس التورنثي، وانسطاسيوس الانطاكي، وديونسيوس الاربوباجي، وصفرونيوس المقدسي، ومكسيموس المعترف، وانسطاسيوس السينائي، وتاودورس المصيصي المفسر، واندراوس الدمشقي، اسقف كريش، وجرمانوس القسطنطيني، ويوحنا الدمشقي.

اما الآباء السريان الذين ترجموا الى العربية (من السريانية)، فاهمهم: افرام السرياني، والشيخ الروحاني (وهو يوحنا سابا)، ويعقوب السروجي، واسحق النينوى، ويوحنا الرهاوي، وابراهيم النفتري، وقرياقس النصيبي، وفيلوكسانس المنبجي، ويعقوب البرادعي، وماروثا التكريتي، ويعقوب الرهاوي، ودينسيوس بن الصليبي، وغريغوريوس العبري.

اما الآباء الاقباط المترجمون، فاهمهم: انطونيوس ابو الرهبان، وباخوميوس، وشنودة، وطيموثاوس الاسكندري، وبيزنطيوس القفطي، وقسطنطين الاسيوطي، ويوحنا البرلسي، وبنامين البطريرك، وقرياقس البهنسي، ومكاريوس المصري، ومكاريوس الاسكندري، واسطفانوس التبائسي، وموسى الحبشي. والمؤلفات الآبائية النسكية امثال “بستان الرهبان” و “فردوس الرهبان” و “اقوال الآباء”.

3- ترجمات الكتب المنحولة (الابوكريفة):

لدينا اليوم 43 مؤلفا من ابوكريفة العهد القديم، امثال: “عبد ادم وحواء” و “مغارة الكنوز” و “قصة الرحابيين” و “مناجاة موسى الكليم”، ونحو 50 مؤلفا من ابوكريفة العهد الجديد، امثال: “انجيل الطفولة” و “قصة يوسف النجار” و “اعمال فيلبس” و “رؤيا بطرس” وغيرها.

4- الترجمات القانونية:

ترجم المسيحيون العرب المجموعات القانونية الكنسية القديمة، امثال: “قوانين الرسل”، و “قوانين المجامع” (اللاذقية، وسرديقة، وثيو قيسرية، ونيقية… الخ)، وقوانين السنودسات، وقوانين البطاركة. ولكل مجموعة قانونية عدة ترجمات (ثلاث او اكثر) بسبب تنوع الطوائف.

5- ترجمات سير القديسين:

هذه الترجمات عديدة جدا وكان المسيحيون القدماء يقرأون سير القديسين كما نقرأ نحن القصص والروايات ويقوون ايمانهم بالامتثال بحياتهم، وتعد هذه السير بالمئات ثم ان كل كنيسة جمعت هذه السير في كتب طقسية معروفة بكتاب “السنكسار” مرتبة على ايام السنة وبالاضافة الى هذه السير انتشرت بعض الروايات الدينية الروحية اشهرها (قصة الاسكندر) وقصة برلام ويواصاف المنسوبة خطأ الى يوحنا الدمشقي.

6- ترجمات طقسية:

كما ويوجد الكثير من الترجمات الطقسية، لا مجال لذكرها هنا.

ثانيا – المؤلفات الدينية التي وضعت مباشرة باللغة العربية

اليك قائمة باهم الموضوعات والمؤلفات:

1) التفاسير الكتابية:

1- “فردوس النصرانية” لابي الفرج عبدالله بن الطيب، الفيلسوف والطبيب الكبير المتوفى سنة 1043 ببغداد. اعتمد على التفاسير السريانية، لا سيما على ايسوعداد المرى وله ايضا تفسير كامل لسفر المزامير. وتفسير كبير للاناجيل الاربعة وقد طبع حتى اليوم تفسير سفر التكوين، وتفسير الاناجيل وجزء من تفسير المزامير.

2- “تفسير التوراة” لابي الفخر مرقس بن قنبر، المعروف بمرقس الضرير وهو مصلح قبطي عاش في اواخر القرن الثاني عشر وطبع منه تفسير التكوين، وهو تفسير ركزي عميق.

3- “تفسير الرويا” لابي كاتب قيصر وهو عالم قبطي عاش في بداية القرن الثالث عشر وله ايضا تفسير رسالة بولس الى اهل رومية والكتابان مطبوعان.

4- “تفسير رسائل بولس ورؤيا يوحنا الحبيب”، لابي الفرج الاسعد العسال في منتصف القرن الثالث عشر وهو غير مطبوع.

5- “القول الصحيح في الام السيد المسيح” لبطرس السدمنتي، وهو راهب قبطي عاش في منتصف القرن الثالث عشر وتعتبر مقدمته في علم التفسير من اجود ما كتب في هذا الموضوع. حتى يومنا هذا طبع التفسير مرتين وطبعة المقدمة اربع مرات، مع ترجمة فرنسية وبحث.

6- “تفسير سفر المزامير” لديونيسيوس بن الصليبي في القرن الثالث عشر وقد طبع جزء صغير منه.

2) الفقه الكنسي:

1- “فقه النصرانية” لابي الفرج عبدالله بن الطيب المشرقي (توفي 1043). مطبوع في مجلدين ومترجم الى الالمانية.

2- مجموع انبا ميخائيل مطران دمياط، الفه سنة 1188. مخطوط.

3- المجموع الصفوي لصفي الدولة ابي الفضائل ابن العسال العصري القبطي، الفه اولا في دمشق سنة 1236، ثم اختصره في القاهرة سنة 1238. وهو اهم مرجع قانوني مسيحي حتى اليوم. ترجم الى اللغة الجعزية، ومنها الى الايطالية والانجليزية. وهو اساس القانون الكنسي الماروني (والقبطي والحبشي ايضا).

4- الفرائض الكاملة لفرج الله الاخميمي، في القرن الرابع عشر.

3) المؤلفات الطقسية:

اليك بعض المؤلفات الطقسية للاقباط:

1- كتاب الدر الثمين في ايضاح الدين لساويرس بن المقفع (توفي سنة 1050) مطبوع.

2- كتاب تربيب الكهنوت المنسوب خطأ الى ساويرس وهو من القرن الثالث عشر، مطبوع.

3- كتاب الاعمال الرئيسية في الآداب الكنسية لمؤتمن الدولة ابى اسحق ابراهيم ابن العسال، في منتصف القرن الثالث عشر، مطبوع.

4- كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة لابي زكريا يوحنا بن سباع (نهاية القرن الثالث عشر) مطبوع.

5- كتاب مصباح الظلمة في ايضاح الخدمة، لشمس الرئاسة ابي البركات ابن كبر (توفي 1324)، مطبوع نصفه.

4) المؤلفات العقائدية

هذه المؤلفات لا تحصى لكثرتها. وقد وضعت عشرات من المقالات في التوحيد والتثليث مثلا لابي رائطة التكريتي (نحو سنة 815)، وثاودرس ابي قرة (المتوفى نحو سنة 820)، وطيماثاوس الجاثليق (المتوفى سنة 824)، وعمار البصري (القرن التاسع) وعبد المسيح الكندي (نحو سنة 830)، ومخطوط طور سيناء رقم 154 (القرن التاسع)، ويحي بن عدي (ت 974)، وسويرس بن المقفع (ت نحو سنة 1000)، وعيسى بن زرعة (ت 1008)، وابي الفرج عبدالله بن الطيب (ت 1043)، وايليا مطران نصيبين (المتوفى سنة 1046)، وابي الفتح عبدالله بن الفضل الانطاكي (المتوفى سنة 1051)… الخ.

بحثت هذه المؤلفات لنوع عام في المسائل العقائدية:

الله: وجوده، جوهره، صفاته؛

الثالوث: التثليث في الاقانيم والوحدة في الجوهر؛

المسيح: قضية اتحاد اللاهوت بالناسوت، طبيعته، شخصه، ارادته، وعمله؛

الاسرار: وما يخصها من طقوس وتنظيم.

فمنهم من شرح مفهوم التثليث اعتمادا على التشبيهات والرموز الطبيعية، ومنهم من شرحه بالفلسفة الافلاطونية الحديثة او الارسطوطالية، ومنهم من اعتمد على القرآن الكريم او الكتاب المقدس.

واكثر هذه المؤلفات دفاعية، يرد فيها المسيحي على اتهامات المسلمين، ويشرح لهم معنى العقيدة المسيحية دون مجادلتهم او مهاجمهتم. وقد بدأت منذ سنوات بحصر المؤلفات الدفاعية وتحليلها في مجلة Islamo christiana التي تظهر في روما منذ سنة 1975. فمن اراد مزيدا من المعلومات فعليه بها.

كما يجد القارىء نموذجا بسيطا على هذا النوع التأليفن في صفي الدولة ابي الفضائل ابن العسال عن اتحاد الله بالانسان في التجسد.

5) الموسوعات المسيحية

هذا العرض يذكر اهم الموسوعات المسيحية التي وضعت في القرنين الثالث والرابع عشر الميلادي.

1- المجلد: لعمرو بن متى المشرقي، في نهاية القرن الثاني عشر.

2- مجموع اصول الدين ومجموع محصول اليقين: لمؤتمن الدولة ابي اسحق ابن العسال (نحو سنة 1260)، وهي موسوعة لاهوتية في غاية الاهمية. جمعت اقوال المتقدمين.

3- كتاب البرهان وكتاب الشفاء: لابي شاكر ابن الراهب نحو سنة 1270.

4- الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة: لابي زكريا يوحنا بن سباع القبطي (نهاية القرن الثالث عشر)، وهي ذات طابع شعبي.

5- مصباح الظلمة في ايضاح الخدمة: لشمس الرئاسة ابي البركات ابن كبر. الفه في السنوات 1300-1310. وهي موسوعة قيمة جدا لا سيما في الطقوس. جمع فيها المؤلف اقوال المتقدمين.

6 – المجدل: لمارى بن سليمان المشرقي، ومثله لصليبا بن يوحنا المشرقي. المؤلف سنة 1338.

7- كتاب مختصر البيان في تحقيق الايمان: للقس القبطي المتطيب والراهب المتوحد في طره (جنوب القاهرة) المطنى جرجس بن العميد. الفه في النصف الثاني من القرن الرابع عشر موسوعة لاهوتية مهمة. ذات طابع شخصي.

* * *

ان لهذه الترجمات الدينية اهمية كبرى في ايامنا هذه لدراسة اللاهوت في الاكليريكيات والمعاهد اللاهوتية، لاننا نحتاج دائما الى معرفة آباء الكنيسة. غير ان هذه النصوص غير متوفرة لدينا اليوم. اما الترجمات الابائية الحديثة فكثيرا ما تعتمد على الترجمات الاوروبية الحديثة (الانجليزية والفرنسية) لا على الاصل اليوناني او السرياني او القبطي.

ثم ان ترجمة النصوص الابائية عملية صعبة وطويلة بينما تحقق الترجمات العربية القديمة من المخطوطات اسهل واسرع والامر المجيب اننا نعمل كاننا اول جيل مسيحي عربي، فنسعى في ترجمة تلك النصوص وننسى ان اباءنا ترجموها قبلنا عندما كانت اللغات الكنسية القديمة (اليونانية والسريانية والقبطية) لغات حية مفهومة.

وكذلك تفتقر مكتباتنا المسيحية الىالمؤلفات النسكية الرهبانية وهي التي كونت اجبالا من المسيحيين الشرقيين وكانت الينبوع الحي الذي يستقي منه كل عليل وغذاء القلب الجائع. وقد نسينا اليوم. واني لمقتنع كل الاقتناع ان هذه المؤلفات النسكية ما زالت ذات طعم اليوم. وان كل نهضة صحيحة لا بد لها من العودة الى تراث الاجداد بجوار معالجة المشاكل العصرية والتفتح على الآراء الجديدة اما اهمال تراثنا القديم، المترجم الى العربية فهو امر يساعدنا عل القيام بالنهضة الكنسية المنشودة…