Search

لا أعرف كيف أعيشُ بسلام للطالب الإكليريكي لويس سلمان

q

لا أعرف كيف أعيشُ بسلام

في قلب العالم أُشعِل النار لأني لا أعرف كيف أعيشُ بسلام!
كيف أشعلها؟ وأنا لستُ من ذوي السلطة والنفوذ…
لست منهم لكني إنسانٌ، أملك أحقيّةِ التفكير الذي قيدته وأغلقت فمه وقلتُ يكفيني ما يفكر به العالم وما يعطيني إياه…
قلتُ لماذا أفكر وكل ما أريده تمّ إختراعه والمُبكي أكثر علموني كل شيء عن الجنس والتحرر فنسيتُ كيف أُحِب!

فمَن يملك الجرأة الآن ليصرخ من وسط هذه النار، ليقول: إستيقظوا يا بشر فصيغة الأنا التي أتكلم بها هي نحن…
نحن الغارقون في الكسل
التائهون في الجهل
الضائعون في اللّامبالاة

أضعنا الطريق باحثين عن السعادة، ولم نعد نريد الالتفاف ولا حتى العودة فقد أحببنا وأستسلمنا لضياعنا…
أرجوكم.. لا تلوموا الواقع فهو مازال بين أيدينا ولا تنتظروا التغييرَ فهو يبدأ منا..

لنكرِّس ساعة من ساعاتنا المهدورة على اللاداعي، ولنأخذ ٱستراحة من وسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت وسائل الإغتصاب الإجتماعي..
التي شوهت فكرنا وأقنعتنا باللامنطق،
وحفرت في لاوعينا أنّ سعادتنا في ٱمتلاك الأشياء، أو بما تروّج له الإعلانات من حولنا.

فأقنعونا أنّ..
جسد المرأة سلعة؛ تشبع رغباتنا.
ولا يوجد شخص نستطيع الوثوق به

وأقنعونا..
أني أنا الأهم في الدنيا و “فُخّار يطبش بعضه”
وبأنه لا وجود للحُب الصادق

وأقنعونا..
بأنّ المال وحده كل شيء ولا شيء بدونه
بأنّ كل الصداقاتِ تُبنى على المصالح

أقنعونا.. وأقنعونا…
وكلُّ ما أقنعونا به كذبٌ.. بكذب!
فغرقنا بعالم الكآبةِ.. والخيانةِ.. والملل.. والحزن.. والألم.. والدموع..
فأصبحنا نرى بعيون إِعلانية واقعنا وبعدها نُقيّم حياتنا.

لنقرأ.. ونفكّر
لنصلِّ.. ونُحِبّ
وعندها نعرفُ مشيئة الله ونفرح ونرى الكون بعيون زاهية، بعيون إيمانية: كلها محبة ورجاء.

مازال العالم يحترق، فهل أملئ دلوي بالماء وأُساهم بالإطفاء؟
أو أبقى من المتفرِّجين وأنتظر مزيدًا من النار؟

 

الطالب الإكليريكي

لويس سلمان

Facebook
WhatsApp
Email