Search

طرق التأمل

طرق التأمل

www.jespro-retreats.org

الحوار التأمّلي

تحدث إلى الله عن كل ما يخطر ببالك. لا تسيطر على أفكارك. في هذا النوع من الصلاة لا يوجد تشتّت. يمكنك أن تتحدّث إلى أبيكَ عن أيّ شيء وعن كل شيء.

كلّما قلتَ شيئاً في قلبكَ اصمت، واصغِ إلى الجواب الّذي قد يتولّد في داخلكَ.

ستراودك أفكار بأنّ هذا الجواب هو من ذاتكَ. لا تكترث لهذه الأفكار، لأنّها عمليّة عقليّة، والتأمّل هو عمليّة شعور واستسلام.

قد لا يتولّد فيكَ جواب. ابقَ هكذا منتظراً لفترةٍ معيّنة، مثل المتسوّل الواقف عند باب الربّ. فالروح يهبّ متى يشاء.

في نهاية فترة التأمّل، اختم صلاتك بمناجاة.

تذوّق كلمة الله

إبدأ بقراءة مقطع من الكتاب المقدّس ببطء. ويمكنك أن تقرأ بصوتٍ عالٍ إذا أردتَ أو همساً. إقرأ النصّ بقلبٍ منفتح يقبل ما يريد الروح أن يقوله له الآن من خلال هذا المقطع. فقد يقول الروح لك من خلال هذا المقطع ما لم تتوقعه.

متى يكلّمكَ الروح؟ حين تثير كلمة أو آية مشاعر فيكَ، أي تلفت انتباهك، فتفهم شيئاً ما بوضوح أشد، أو تلاحظ معنىً جديداً، أو تشعر بحثّ الهمّة والتعزية. أو تختبر نوعاً من الكره أو الاشمئزاز ممّا تقرأه أو تضطرب. هذا الشعور السلبيّ هو أيضاً علامة على حديث الروح، فلا تقاوم الروح.

حين تختبر حضور الروح بهذه الطريقة، توقف عن القراءة وابقَ مع الكلمة أو الآية أو الفكرة أو الإلهام … كرّر الكلمة أو الآية وتذوّقها. بهذه الطريقة تسمح للروح بأن يعلّمك من الداخل. أنت تصغي. وروح الله يرفّ على الخواء، وتنشأ خليقة جديدة في قلبك. وكلّما اختبرتَ صمتاً وسلاماً عميقين، ابقَ فيهما قدر ما تستطيع. إنها صلاة عميقة. بها يحلّ الاتصال والشراكة فيكَ بدون كلام. وروح الله يشارك روحك. إنّها الصلاة الصرفة؛ غاية كلّ تأمّل. كنت تحضّر قلبك لهذا اللقاء، وها قد حدث الآن. فعليكَ أن تستجيب لعمل الله الخلاّق فيكَ بالكلمات أو بالصمت.

لا ينبغي عليكَ الاستعجال. ولا تقلق لأنّ الوقت يمضي ولم تنهِ تأمّل كامل النصّ، لأنّ ما يغذّي النفس ليس كثرة الكلام. إبقَ عند الجملة الّتي حرّكت مشاعركَ، وتذوّقها حتّى تشعر بأنّ نفسك قد ارتوت.

وعندما ينتابك الشرود، عُد إلى القراءة حتى “تسمع صوت” الروح كما من قبل، ثم توقّف، الخ. قد يكون صوت الروح كالنسيم الخفيف، وتصعب ملاحظته. لذا، من الضروريّ جدّاً أن تكون شديد الانتباه والحسّ له.

النهل من كلمة الله

اقرأ المقطع الكتابي ببطء. اقرأ المقطع كلّه مرة واحدة. توقف ثمّ اقرأه مرّة ثانية. كلّما تقرأه تغوص فيه أكثر فأكثر. اقرأه عدّة مرات بقدر احتياجك حتى تتشبّع به.

الآن، أنت تعرف كلّ تفصيل من تفاصيله وتستطيع أن تذكر أجزاء منه غيباً. والمشهد حيّ أمامك بكامله (إذا كان النصّ يصف حدثاً). أغلق الكتاب المقدس الآن وابق صامتاً. دع الروح يحمل صلاتك. اسمح للصور أو للآيات أن ترِد عفويّاً إلى ذهنكَ. ابقَ عندها. قلّبها في عقلك. دع الروح يعلّم قلبك هذا السرّ أو هذه الحقيقة ويمسحك بها.

إذا كانت هناك لحظات صمت وسلام عميق ابقَ فيها. لقد بلغتَ غاية مسعاك في الصلاة؛ أي أن تجعل الروح يصلّي فيك.

نسخ كلمة الله

يمكنك أن تستعمل هذه الطريقة حين تشعر بشرودٍ شديد، أو بعدم القدرة على التركيز، أو بالتعب.

انسخ مقطعاً من الكتاب المقدّس. وحين يمسّك أو يحرّك مشاعرك شيء، ضع خطاً تحته وتابع النسخ.

عند الانتهاء من الكتابة، عُد إلى العبارات أو الكلمات الّتي وضعتَ تحتها خط، وتناولها الواحدة تلو الأخرى، ودوِّن تعليقاّ وجيزاً على كلّ واحدة.

إذا شعرتَ وكأنّك تجيب عليها، دوّن إجابتكَ. وإذا شعرتَ برغبة في الصمت، افعل ذلك، وابقَ في الصمت طالما أنّك تجد فيه ما تفتّش عنه: السلام ، الراحة، القوة … ثم انتقل إلى مكانٍ آخر وضعتَ تحته خط، وهكذا دواليك.

صلاة الخيال

عندما تصلّي انطلاقاً من أحداث في حياة المسيح مثل الميلاد أو قصّة معجزة، تخيّل المشهد حيّاً وكأنّه يحدث الآن.

في البداية، قطّع المشهد إلى صور، وابنِ في ذهنكَ كلّ مكوّنات الصورة: المباني، الطبيعة المحيطة، الأشياء الموجودة، الشخصيّات: لباسهم، أشكالهم …

الآن، اجمع الصور في فيلم ينتقل من صورةٍ إلى أخرى، أو من مشهدٍ إلى آخر.

دع خيالك حرّاً في إعادة بناء القصة كما يحلو له. واجعل جميع حواسّكَ تشارك في القصّة. كن هناك. شارك في القصّة بشكلٍ فعّال.

مثلاً، في معجزة تحويل الماء إلى خمر، كوّن الصور التالية: صالة العرس وأساسها (ربّما بهو دارٍ عربيّ)، مائدة يسوع والتلاميذ وكلّ ما عليها، مائدة العروس والعريس، جرار الماء والخدم والمشرف على العرس.

كن واحداً من المدعوّين أو الخدام. دع الحدث ينطبع في نفسك من خلال حواسك، خارجياً في الأوّل ثم داخليًا. ودَع مَن هو حاضر في هذا السر يُظهِر ذاته لك. وهذا يحدث أثناء استقبالك الصامت لهذا السر – كما يستقبل الفيلم أشعة الضوء الصادرة من الصورة. فأسرار حياة المسيح أبديّة. لذلك فهي موجودة أبداً – المسيح يولد اليوم، ويشفي المرضى الآن. وهذه الأسرار متاحة لك الآن. وأنت تدخلها بوساطة الإيمان الطفولي البسيط.

عندما تصبح الصلاة من هذا النوع إمعاناً بسيطاً ومندهشاً في السر والعبادة، تعرف ما يجب فعله. ابقَ صامتاً. لقد انتهى دورك في الصلاة. وقد تسلّم المسيح القيادة. دعه يقود. يستطيع مَن لديهم خيال حيويّ أن يستفيدوا من طريقة الصلاة هذه. فكلّ إنسان يحلم في اليقظة؛ كلّ إنسان لديه ما يكفي من الخيال ليتصوّر أنّه في موقفٍ ما وليبقى فيه.

صلاة الهزيز 

صلاة الهزيز تعني اللهج طوال الوقت بعبارة روحيّة مقدّسة.

اختر جملةً من الكتاب المقدّس تشعر بأنّها تخاطب حياتكَ الآن أو تعكس حالتك.

كرّر هذه الجملة بتأنّي مرّاتٍ ومرّات، حتّى تشعر بأنّك شردتَ. فهذا الشرود علامة على انفصال العقل عن القلب.

تابع التكرار، وتذوّق كيف أنّ عقلك يؤدّي مهامه، وقلبكَ يصلّي.

غيّر الجملة حين تشعر بأنّ نفسك قد ارتوت، أي لم تعد هذه الجملة تحرّك مشاعرك.

 (الهزيز السرّيّ مرآة للذهن ونور للضمير. إنّه يروّض الشهوة ويهدئ الغضب ويطرد الغيظ ويقصي القساوة ويهرّب النـزق ويطرد الظلم. ينير الهزيز السرّيّ الذهن ويطرد الكسل. منه تولد الرقّة الّتي تدفئ النفس وتليّنها. ومن خلاله تدخل مخافة الله وتسكن فيكَ وتحرّك مشاعركَ نحو الدموع. بالهزيز يُعطى المؤمن تواضع الذهن الحقيقيّ، وصلاةً غير مضطربة، ويقظة مباركة بالرقّة والدفء). القدّيس أشعيا الناسك.

 

Facebook
WhatsApp
Email