Search

القديس فيلبس الرسول

PhilipApostle

القديس فيلبس الرسول

وُلِدَ فيلبُّس في بيتَ صيدا، وهو من الرسلِ الاثنَي عشَرَ الذين دعاهم المسيحُ منذ البداية. كانَ مقرَّبًا ليسوع، ولذلك لجأ إليه جماعةٌ من اليونانيّين لمّا كانوا يحاولون أن يرَوْا يسوع. ولما أرادَ الربُّ أن يُطعِمَ الجماهيرَ في القَفرِ قال فيلبس: من أين نبتاعُ خبزًا ليأكلَ هؤلاء؟ وبعد العنصرة، وحلولِ الروح القدس على الرسل، بشَّرَ فيلبس بالإنجيل في بلادِ الفَرِيجيّين والسيتيين. وهناك نالَ إكليلَ الاستشهاد.


من مؤلفات ترتوليانس الكاهن في الردِّ على الهراطقة

(فصل 20، 1- 9؛ 21، 3؛ 22، 8- 10: CCL 1، 201- 204)

في الكرازة الرسولية

مَن هو ربُّنا يسوعُ المسيحُ وماذا كانَ من قبلُ، وما هي مشيئةُ الآبِ وكيف أطاعَها، وماذا حدَّدَ للناسِ أن يعملوا؟ كلُّ ذلكَ بيَّنَه هو نفسُه وهو على الأرضِ، لمّا كانَ يعلِّمُ سواءٌ علانيةً للشعبِ أو على انفرادٍ للتلاميذ، ومنهم الاثنا عَشَرَ الرئِيسُون الذين لزِموه، وأعدَّهم ليكونوا معلِّمِي الشعوبِ.

ولهذا بعدَ أن انفصلَ عنهم أحدُهم، وقبلَ أن يعودَ إلى الآبِ بعدَ القيامةِ، أمرَ الأحدَ العشرَ الباقِين أن يذهبوا ويعلِّموا جميعَ الشعوبِ معمِّدِين إيّاهم باسمِ الآبِ والابنِ والروحِ القدس.

واختارَ الرسلُ فورًا بالقرعةِ متِّيَا رسولاً ثانِيَ عشرَ بدلَ يهوذا، بحسبِ كلامِ النبُوَّةِ في مزاميرِ داود. وبعدَ أن نالوا قوّةَ الروحِ القدسِ التي وُعِدوا بها للكلامِ وصُنعِ المعجزاتِ، بشَّروا بالإيمانِ بيسوعَ المسيحِ في اليهوديّةِ أوّلا وأنشأوا فيها الكنائسَ، ثم انتشروا في الأرضِ وبشَّرُوا الشعوبَ بالتعليمِ والإيمانِ نفسِه.

وبعدَ ذلك، أسَّسُوا كنيسةً في كلِّ مدينةٍ، ومنها أخذَتْ سائرُ الكنائِسِ بُرعُمَ الإيمانِ وبِذارَ التعليمِ، وتأخذُها منها الكنائسُ حتّى اليومَ لتكونَ كنائسَ. ومن ثم تُرسَلُ الكنائسُ الرسوليَّةُ نفسُها لتكونَ البِذرةَ لكلِّ الكنائسِ الرسوليّةِ.

من الضروريِّ أن يتَّصلَ كلُّ نوعٍ بأصلِه. ولهذا فإنَّ الكنائسَ العديدةَ كلَّها هي كنيسةٌ واحدةٌ، وهي كنيسةُ الرسلِ الأولى ومن بعدِها جميعُ الكنائسِ. وكلُّها أُولى وكلُّها رسوليّةٌ، بما أنّها واحدةٌ. وتؤكِّدُ هذه الوحدةَ شركةُ السلامِ وتسميةُ الجميعِ بالإخْوَةِ وممارسةُ الضيافةِ بينَهم. ولا سببَ لكلِّ هذا إلا أنَّ الجميعَ تسلَّمَ تقليدًا واحدًا وسرًّا واحدًا.

بماذا بشَّرَ الرسلُ إذًا، أي بماذا أوحَى إليهم يسوعُ المسيح؟ لا يمكنُ معرفةُ ذلك إلاّ عن طريقِ الكنائسِ نفسِها، التي أسَّسَها الرسلُ أنفسُهم، حيث عَلَّموا إمّا شَفاهًا بما كَرَزوا وقالوا، وإمّا بالرسائلِ التي كتبوها فيما بعدُ.

قالَ الربُّ مرّةً صراحةً: “عندي كلامٌ كثيرٌ أقولُه لكم، لكنّكم لا تُطيقون حمْلَه الآن”. ثم أضاف: “متى جاءَ روحُ الحقِّ فهو يُرشِدُكم إلى الحقِّ كلِّه”، مُبيِّنًا بذلك أنّهم لن يجهلوا شيئًا، بعدَ أن وعدَهم بأنّهم سينالون بقوّةِ روحِ الحقِّ عِلمَ كلِّ حقيقةٍ. وقد تمَّمَ الوعدَ، كما يشهدُ بذلك سفرُ أعمالِ الرسل الذي رَوَى حادثةَ حلولِ الروحِ القدس.

Facebook
WhatsApp
Email