Search

الرأي المسيحي في الإجهاض

 رأي الكتاب المقدس في الإجهاض

حياةُ الإِنسان مقدّسة لا يجوزُ أن يمسَّها أَيُّ سوء، لأنَّ الإِنسان منذ البدء خُلِقَ على صورةِ اللهِ ومثالِه (تكوين 26:1)، وحياتُه تستحقُّ أن تكونَ محفوظة ومحميّة. حيثُ أَنَّ حياةَ الإِنسان تبدأ فورًا بعد الإِخصاب، ولقد سبق وأن وَضَعَ اللهُ خطّة لكلِّ إِنسان عليه العيش بها وإِتمامها. ومن هنا دعانا الله لنعيش الحياة بكل معانيها فهو عَرَفَ الإِنسان قبل أَن يصوِّرَه في البطن، وقدَّسَه قبل أن يخرج مِنَ الرَّحم (إرميا 4:1-5)، فحياةُ الإِنسانِ هي ملك لله تعالى لا يجوز لإِنسانٍ آخر التَّحكمَ بها.

أمَّا بخصوص موضوع أَنَّ حياةَ الإِنسانِ تبدأُ منذ إِخصابِ البويضة في رحمِ الأُمّ، فهذا يُشدِّد عليه الكتابُ المقدس. ففي سفر أَشعيا النَّبيّ يقول: “إِسمعوا يا بيتَ يعقوب الذين أُقِلُّو مِنَ البَطن، وحُملوا مِنَ الرَّحم” (أشعيا 3:46).ومِنَ المُلفِتِ أَيضًا بأَنَّ، الكتاب المقدس يُقدِّمُ لنا صورةً جميلةً للمسيح على أَنَّه كُوِّنَ في أَحشاءِ أُمِّه البتول وأتى إِلى العالم كطفلٍ وليس كإِنسان ناضج (متى 20:1-21)، وهذا يدل على أَنَّ حياة المسيح كإِنسان بدأَت منذ أن كُوِّنَ جَنينًا في رَحمِ أُمِّه العذراء. والكنيسة على ضوء الكتاب المقدس تفتح المجال للإنسانة (الأُم) النادمة التي ٱرتكبت خطيئة كبيرة بحجم الإِجهاض (التي تعتبره الكنيسة قتلاً)، التقدُّم مِن سِرِّ التوبة لطلب المغفرة، والكنيسة تغفر لها خطيتها هذه في حالةِ أنَّها لم تكن تعلم الحقيقة، وهو أنَّ عملية الإِجهاض هي قتلٌ لنفسٍ بشرية بكل معنى الكلمة. وبنهاية الأمر، إنَّ الله تعالى ينظر إِلينا برحمة، ويغفر لنا خطايانا كلهّا ويطهِّرَنا (رسالة يوحنا الاولى 9:1)

من وجهة نظري الشخصية

في البداية عندما يُطرَح موضوع الإِجهاض، تُطرَح معه خطيئة وجريمة ترتكب بحق الدين (ممثلا بالله تعالى) وبحق المجتمع (ممثلا بالإِنسانية). فهذه الجريمة التي تُنفذ، هي عملية قتل بحدِّ ذاتها أَكانت مقصودة أَو غير مقصودة، يُساء فيها التَّصرُّف من قِبَل الفاعل (الأُم أو بمشاركة الأب) ٱتجاه الابن، فهذا العمل يعتبر تهكُّم لا أخلاقي على الغير، لأنَّه ببساطة يُنهي حياةَ إِنسان خُلِقَ وكُوِّنَ مِن الله بمساعدَةِ الإِنسان في عملية الاخصاب. كما أنَّ قتلَ وإِنهاء حياة هذا الإِنسان (الجنين) هو إِساءة عائِدَة على الله الخالِق أَوَّلاً، ثُمَّ عائدة على الإِنسان نفسِه، الفاعِل لهذه العملية البَشِعَة، فهو لم يكن يَعي ولو للحظة بأَنَّ هذا الطفل هو ٱبنُه ومِن صُلبِه قبلَ قَتلِه.

الطالب الاكليريكي: خليل جبور / سنة ثانية فلسفة

Facebook
WhatsApp
Email