Search

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

المقال الثالث

الكنيسة ام ومعلمة

2030- المسيحي انما يحقق دعوته في الكنيسة ،بالاتحاد مع جميع المعمدين. فمن الكنيسة يتقبل كلام الله الذي يحوي تعاليم “شريعة المسيح”. ومن الكنيسة يتقبل نعمة الاسرار التي تحفظه في “الطريق”. من الكنيسة يتعلم مثل قداسة، فيعرف وجهها ومصدرها في العذراء مريم الكاملة القداسة، ويتبينها في من يعيشها بشهادة اصيلة،يكتشفها في التقليد الروحي، وفي التاريخ الطويل لمن سبقه من القديسين الذين تحتفل بهم الليترجيا في ايقاعها اليومي.

2031- الحياة الاخلاقية هي عبادة روحية. اذ “نقرب اجسادنا ذبيحة حية، مقدسة، مرضية الله”، ضمن جسد المسيح الذي نؤلفه، وبالاتحاد بتقدمة الافخارستيا. ففي الليترجيا والاحتفال بالاسرار، تمتزج الصلاة والتعليم بنعمة المسيح لانارة السلوك المسيحي وتعذيته. ونجد الحياة الاخلاقية، مثل مجموع الحياة المسيحية، مصدرها وذروتها في ذبيحة الافخارستيا.

1. الحياة الاخلاقية وسلطة الكنيسة التعليمية

2032- ان الكنيسة التي هي”عمود الحق وقاعدته” (1تي 3: 15) “قد تسلمت من الرسل وصية المسيح الرسمية بنشر حقيقة الخلاص”. “يعود الى الكنيسة، في كل زمان ومكان، حتى في ما يتعلق بالنظام الاجتماعي، ان تعلن مبادىء الاخلاق، وتدلي برايها في شتى الامور البشرية بقدر ما تقتضي ذلك حقوق الشخص الاساسية وخلاص النفوس”.

2033- ان سلطة رعاة الكنيسة التعليمية في المجال الاخلاقي تمارس عادة في التعليم الديني والوعظ، بمساعدة مؤلفات اللاهوتيين والكتاب الروحيين. وهكذا نقلت من جيل الى جيل، باشراف الرعاة وعنايتهم، “وديعة” الاخلاق المسيحية، المؤلفة من مجموعة متميزة من القواعد والوصايا والفضائل، المتاتية من الايمان بالمسيح، والحية بالمحبة. واتخذ هذا التعليم الديني اساسا تقليديا له، مع قانون الايمان والصلاة الربية، الوصيا العشر التي تعلن مبادىء الحياة الاخلاقية الصالحة لجميع الناس.

2034- الحبر الروماني والاساقفة، وهم “المعلمون الاصيلون الذين قلدوا سلطة المسيح، يعلنون للشعب الذين ائتمنوا عليه الايمان الذي يجب ان ينظم تفكيره ومسلكه”. ان سلطان البابا والاساقفة المتحدين به، التعليمي العادي، يلقن المؤمنين الحقيقة التي يجب الايمان بها، والمحبة التي تجب ممارستها، والسعادة التي يجب ترجيها.

2035- الدرجة العليا من المشاركة في سلطة المسيح تؤمنها موهبة العصمة. وهذه تمتد امتداد وديعة الوحي الالهي. وتمتد ايضا الى جميع عناصر العقيدة، ومنها الاخلاقية، التي بدونها لا يمكن حقائق الايمان الخلاصية ان تصان او تعرض او تحفظ.

2036- تمتد السلطة التعليمية كذالك الى الفرائض الخاصة بالشريعة الطبيعية ،لان حفظها الذي يطلبه الخالق ضروري للخلاص .والكنيسة .اذ تذكر بسلطانها التعليمي بفرائض الشريعة الطبيعة،تمارس قسطا اساسا من وظيفتها النبوية،بان تعلن للناس ما هي حقيقتها ،وتذكرهم بما يجب ان يكونوا امام الله .

2037- ان الكنيسة التي اودعها الله شريعته تعلمها للمؤمنين طريقا للحياة وللحقيقة. لذالك كان للمؤمنين الحق في ان يعلموا الفرائض الالهية الخلاصية التي تنفي الحكم،وتشفي ،مع النعمة،العقل البشري الجريح.وعليهم الواجب ان يحفظوا القوانين والرسوم الصادرة عن سلطة الكنيسة الشرعية .وهذه الرسوم،وان كانت تنظيمية ،تقتضي الانقياد بالمحبة.

2038- تحتاج الكنيسة ،في عمل التعليم وتطبيق الاخلاق المسيحية ،الى بذل الذات عند الرعاة ،والى علم اللاهوتيين ،ومساهمة جميع المسيحيين وذوي الارادة الصالحة من الناس.يوفر الايمان وممارسة الانجيل لكل واحد خبرة الحياة “في المسيح”التي تنيره وتجعله قادرا على تقويم الحقائق الالهية والانسانية بحسب روح الله .وهكذا يستطيع الروح القدوس ان يستخدم الاوضع من الناس لينير العلماء والاعلى مرتبة.

2039- لا بد من تادية الخدم بروح الخدمة الاخوية والبذل في سبيل الكنيسة باسم الرب .وفي الوقت عينه،لا بد لضمير كل واحد من ان يتجنب ،في حكمه الاخلاقي على افعاله الشخصية ،التقليد باعتبارات شخصية .وعليه ان يسعى جهده الى الانفتاح على اعتبار خير الجميع كما يبدو في الشريعة الاخلاقية،الطبيعة والموحى بها،وبالتالي في شريعة الكنيسة وفي تعليم السلطة الرسمي عن المسائل الاخلاقية .لا ينبغي ان يكون ان يكون هناك تعارض بين الضمير الشخصي والعقل من جهة ،والشريعة الاخلاقية او السلطة التعليمية من جهة اخرى.

2040- هكذا يمكن ان تنمو بين المسيحيين روح نبوية حقيقية تجاه الكنيسة .انها التفتق الطبيعي لنعمة المعمودية التي ولدتنا في حضن الكنيسة ،وصيرتنا اعضاء جسد المسيح.والكنيسة تمنحنا ،في عناية الام،رحمة الله التي تتغلب على جميع خطايانا ،وتكون فاعلة بوجه خاص في سر المصالحة .وهي توفر لنا ايضا في ليترجياها ،يوما بعد يوم ،غذاء كلام الرب وافخارستياه.

2.وصايا الكنيسة

2041-تقع وصايا الكنيسة في هذا السياق من الحياة الاخلاقية المرتبطة بالحياة الليترجية والمتغذيه بها .والصفة الالزامية لهذه الشرائع الوضيعة الصادرة عن السلطات الرعائية غايتها ان تكفل للمؤمنين الحد الادنى الذي لا بد منه روح الصلاة وفي الجهد الاخلاقي ،وفي نمو محبة الله والقريب.

2042-الوصية الاولى (“احضر القداس ايام الاحاد وسائر الاعياد المامور بها،وامتناع عن الاعمال الماجورة”)تطلب من المؤمنين ان يقدسوا يوم تذكار قيامة الرب واهم الاعياد الليترجية التي تكرم اسرار الرب والعذراء والطوباوية مريم والقديسين ،وذالك بالمشاركة اولا في الاحتفال الافخارستي الذي تجتمع فيه الجماعة المسيحية ،وتطلب منهم ايضا الامتناع عن الاشغال والاعمال التجارية التي يمكنها ان تمنعهم عن تقديس تلك الايام .
الوصية الثانية (“اعتراف بخطاياك كلها على الاقل مرة في السنة”)تؤمن الاستعداد للافخارستيا بتقبل سر المصالحة ،الذي يتابع عمل المعمودية في التوبة والمغفرة .

الوصية الثالثة (“تناول سر الافخارستيا على الاقل في الفصح”)تكفل الحد الادنى لتناول جسد الرب ودمه على صلة بالاعياد الفصحية اصل الليترجيا المسيحية وقلبها .

2043-الوصية الرابعة (“انقطع عن اكل اللحم وصم الصوم في الايام التي تقرها الكنيسة”)تؤمن اوقات الجهاد والتوبة التي تهيئنا للاعياد الليترجية ،وتمكننا من التسلط على غزائرنا ومن حرية القلب .

الوصية الخامسة (“ساعد الكنيسة في احتياجاتها”)تذكر المؤمنين بواجب تامين احتياجات الكنيسة المادية ،كل بحسب امكاناته .

3-الحياة الخلقية والشهادة الارسالية

2044-امانة المعمدين شرط اولي لاعلان الانجيل ولرسالة الكنيسة في العالم.ولا بد لرسالة الخلاص من ان تثبتها شهادة حياة المسيحيين لتظهر للناس قوة حقيقتها واشعاعها.”ان شهادة الحياة المسيحية والاعمال التي تعمل بروح فائق الطبيعة ،لها قدرة على اجتذاب الناس الايمان والى الله” .

2045-بما ان المسيحيين هم اعضاء الجسد الذي راسه المسيح ،فهم يساهمون بصمود عقيدتهم واخلاقهم في بناء الكنيسة .فالكنيسة تكبر،وتنمو وتتطور بقداسة مؤمنيهم ،الى ان يتكون الانسان البالغ ،الى ملء اكتمال المسيح”(اف 4: 13).

2046-يعجل المسيحيون ،بحياتهم حسب المسيح ،مجيء ملكوت الله،”ملكوت العدالة والحقيقية والسلام” .وهم لا يتخلون في سبيل ذلك عن مهامهم الارضية ،بل تحملهم امانتهم للمعلم عن تاديتها باستقامة وصبر ومحبة.

بايجاز

2047-الحياة الاخلاقية هي عبادة روحية .والتصرف المسيحي يجد غذاءه في اللتيرجيا واقامة الاسرار.

2048-وصايا الكنيسة تتعلق بالحياة الاخلاقية والمسيحية المتحدة باللتيرجيا والمتغذية بها.

2049-سلطة رعاة الكنيسة التعليمية في المجال الاخلاقي تمارس عادة في التعليم الديني والوعظ،على قاعدة الوصايا العشر ،التي تعلن مبادئ الحياة الاخلاقية الصالحة لجميع الناس.

2050-الحبر الروماني والاساقفة ،وهم المعلمون الاصيلون ،يعلنون لشعب الله الايمان الذي يجب اعتقادة والسلوك بموجبه.ولهم ايضا يبدوا الراي في المسائل الاخلاقية المتصلة بالشريعة الطبيعة وبالعقل.

2051-عصمة سلطة الرعاة التعليمية تمتد الى جميع عناصر العقيدة ،ومنها الاخلاقية ،التي بدونها لا يمكن حقائق الايمان الخلاصية ان تصان او تعرض او تحفظ.

القسم الثاني

الوصايا العشر

“يا معلم، ماذا علي أن أفعل…؟”

2052- “يا معلم، ماذا علي أن أفعل من الصلاح لاحرز الحياة الابدية؟” أجاب يسوع الشاب الذي طرح علية هذا السؤال، أولا بالتذكير بضرورة الاعتراف بالله أنة “الصالح وحدة”، أنة الخير الاسمى، وينبوع كل خير. ثم قال لة يسوع: “ان شئت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا”. وذكر لمحدثة الوصايا المتعلقة بمحبة القريب: “لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك”، وأخيرا لخص يسوع تلك الوصايا على نحو ايجابي: “أحبب قريبك كنفسك” (متى 19: 16-19).

2053- الى هذا الجواب الاول أضاف جوابا ثانيا: “ان شئت ان تكون كاملا، فاذهب وبع ما لك، وأعطة للمعوزين، فيكون لك كنز في السماوات؛ ثم تعال اتبعني” (متى 21:19). وهو لا يلغي الجواب الاول. فاتباع يسوع المسيح يقتضي حفظ الوصايا. والشريعة لم تبطل ، ولكن الانسان مدعو الى أن يجدها في شخص معلمة الذي هو تحقيقها الكامل. في الاناجيل الثلاثة الازائية، تقارب دعوة يسوع الشاب الغني الى اتباعة في طاعة التلميذ وحفظ الفرائض، الدعوة الى الفقر والطهارة . فالمشورات الانجيلية لا تنفصل عن الوصايا.

2054- لقد أعاد يسوع الوصايا العشر، ولكنة أظهر قوة الروح القدس العاملة في حرفها. لقد كرز بالبر الذي يزيد على ما للكتبة والفريسيين وما للوثنيين . وبسط كل ما تقتضية الوصايا: “سمعتم أنة قيل للاقدمين: لا تقتل… أما أنا فأقول لكم: ان كل من غضب على أخية يستوجب المحاكمة” (متى 5: 21-22).

2055- عندما يطرح علية السؤال: “ما أعظم الوصايا في الناموس؟” (متى 36:22)، يجيب يسوع: “أحبب الرب الهك بكل قلبك، وكل نفسك، وكل ذهنك، هذة هي الوصية الكبرى والاولى. والثانية تشبهها: أحبب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كلة والانبياء” (متى 22: 37-40) . فالوصايا العشر يجب أن تشرح في ضوء هذة الوصية المزدوجة الواحدة، وصية المحبة، كمال الشريعة:

“ان هذة الوصايا: “لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشتة”، وكل وصية أخرى تلخص في هذة الكلمة: “أحبب قريبك كنفسك”. ان المحبة لا تصنع بالقريب شرا، فالمحبة اذن هي تمام الناموس” (رو 13: 9-10).

الوصايا العشر في الكتاب المقدس

2056- تعني كلمة “الوصايا العشر” حرفيا “كلمات عشر” (خر 34: 28؛ تث 4: 13؛ 4:10). هذة الكلمات العشر أوحى بها الله الى شعبة في الجبل المقدس. لقد كتبها “باصبعة” بخلاف الفرائض الاخرى التي كتبها موسى . انها كلمات الله بوجة ممتاز، نقلت الينا في سفر الخروج ، وفي سفر تثنية الاشتراع . والكتب المقدسة منذ العهد القديم ترجع الى “الكلمات العشر” ، ولكن معناها الكامل انما كشف عنة في العهد الجديد بيسوع المسيح.

2057- تفهم الوصايا العشر أولا في قرينة الخروج، الذي هو حدث الله التحريري الكبير وسط العهد القديم. وسواء اتخذت صيغة فرائض سلبية ناهية، أو صيغة وصايا ايجابية (مثل: “أكرم أباك وأمك”)، “فالكلمات العشر” تبين شروط حياة محرزة من عبودية الخطيئة. الوصايا العشر هي طريق حياة:

“ان أحببت الهك، وسرت في طرقة، وحفظت وصاياة ورسومة وأحكامة، تحيا وتكثر” (تث 15:5).

قوة الوصايا العشر التحريرية هذة تظهر مثلا في وصية راحة السبت الموجهة أيضا الى الغرباء والعبيد:

“أذكر أنك كنت عبدا في أرض مصر فأخرجك الرب الهك من هناك بيد قديرة وذراع مبسوطة” (تث 15:5).

2058- “الكلمات العشر” تختصر وتعلن شريعة الله: “هذة الكلمات كلم الرب بها جماعتكم كلها في الجبل من وسط النار والغمام والدجن بصوت عظيم، ولم يزد، وكتبها على لوحي الحجر ودفعها الي” (تث 22:5). فهي تحوي بنود العهد الذي أقيم بين الله والشعب. و “ألواح الشهادة” هذة (خر 18:31؛ 15:32؛ 29:34) يجب أن تودع في “التابوت” (خر 16:25؛ 40: 1-2).

2059- نطق الله “بالكلمات العشر” وسط ظهور الهي (“في الجبل، من وسط النار، كلمكم الرب وجها لوجة” : تث 4:5). انها تخص ما كشفة الله عن ذاتة وعن مجدة. فعطية الوصايا هي عطية الله نفسة ومشيئتة القدوسة. والله يكشف عن نفسة لشعبة عندما يعرفة مشيئاتة.

2060- عطية الوصايا والشريعة جزء من العهد الذي قطعة الله مع شعبة. وبحسب سفر الخروج، فان الكشف عن “الكلمات العشر” تم بين عرض العهد وبتة ، بعد أن التزم الشعب “بفعل” كل ما تكلم بة الرب و “الائتمار” بة . ولم تنقل الوصايا العشر أبدا الا بعد التذكير بالعهد (“ان الرب الهنا قد بت معنا عهدا في حوريب”: تث 2:5).

2061- تتخذ الوصايا كامل معانيها في صميم العهد. فبحسب الكتاب، يتخذ تصرف الانسان الاخلاقي كامل معناة في العهد وبة. والاولى بين “الكلمات العشر” تذكر بحب الله الاول لشعبة:

“بما أنة كان هناك لمعاقبة الخطيئة مرور من فردوس الحرية الى عبودية هذا العالم، لذلك أول عبارة من الوصايا العشر، أول كلمة من وصايا الله، تتناول الحرية: “أنا الرب الهك الذي أخرجك من أرض مصر، من دار العبودية” (خر 2:20؛ تث 6:5)” .

2062- الوصايا بالمعنى الدقيق تأتي في المرتبة الثانية. وتعبر عن مقتضيات انتمائنا الذي أقامة العهد الى الله. والوجود الاخلاقي هو جواب عن مبادرة الرب المحبة. انها حمد واجلال لله، وعبادة شكر، انها مساهمة في ما لله من تدبير في التاريخ.

2063- يثبت أيضا العهد والحوار بين الله والانسان كون جميع الواجبات معلنة بصيغة المتكلم (“أنا الرب…”) وموجهة الى شخص اخر (“انت”). في جميع وصايا الله يعين ضمير مفرد من توجة الية. فالله يعلم بارادتة في ان واحد جميع الشعب وكل واحد خصوصا:

“لقد فرض الرب المحبة تجاة الله، وعلم العدل تجاة القريب، حتى لا يكون الانسان ظالما أو غير أهل لله. وهكذا كان الله بالوصايا العشر يهيىء الانسان ليصير صديقة، ولكي يكون لة مع القريب قلب واحد. (…) وكلمات الوصايا العشر باقية كذلك عندنا (نحن المسيحيين). وهي ليس فقط لم تبطل بل انها كبرت ونمت من جراء مجيء الرب في الجسد” .

الوصايا العشر في تقليد الكنيسة

2064- ان تقليد الكنيسة الامين للكتاب والمتع مثل يسوع قد اعترف للوصايا العشر بأهمية ومدلول أساسيين.

2065- فمنذ القديس أوغسطينوس كان “للوصايا العشر” مكانة راجحة في التعليم الديني الذي يلقى على من سيعمد وعلى المؤمنين. وفي القرن الخامس عشر درج الناس على التعبير عن فرائض الوصايا العشر بصيغ مسجعة، سهلة الحفظ وايجابية. ولا تزال قيد الاستعمال اليوم. وكتب التعليم الديني في الكنيسة كثيرا ما بسطت الاخلاقية المسيحية بحسب ترتيب “الوصايا العشر”.

2066- تقسيم الوصايا وترقيمها تغير من خلال التاريخ. وكتاب التعليم الديني هذا يتبع تقسيم الوصايا الذي وضعة القديس أوغسطينوس، وأصبح تقليديا في الكنيسة الكاثوليكية. وهو نفسة قائم في الجماعات اللوثرية. وقد أجرى الاباء اليونانيون تقسيما يختلف بعض الاختلاف، وهو قائم في الكنائس الارثوذكسية وجماعات الاصلاح.

2067- تعلن الوصايا العشر مطالب محبة الله والقريب. الثلاث الاولى أكثر تعلقا بمحبة الله، والسبع الاخرى بمحبة القريب.

“بما أن المحبة تتضمن فريضتين يتعلق بها الناموس كلة والانبياء (…)، فهكذا تقسم الفرائض العشر نفسها الى لوحين، كتبت ثلاث على الواحد وسبع على الاخر” .

2068- يعلم المجمع التريدنتيني أن الوصايا العشر تلزم المسيحيين وأن الانسان المبرر ملزم بحفظها . ويؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني: “ان الاساقفة خلفاء الرسل تسلموا من الرب (…) الرسالة بأن يعلموا جميع الامم، ويبشروا بالانجيل كل خليقة، لكي ينال جميع الناس، بالايمان والمعمودية والعمل بالوصايا، خلاصهم” .

وحدة الوصايا العشر

2069- تؤلف الوصايا العشر كلا لا يتجزأ. وكل “كلمة” ترجع الى كل واحدة أخرى واليها جميعا؛ وهي مترابطة بعضها ببعض. واللوحان ينير أحدهما الاخر؛ وهما يؤلفان وحدة عضوية. ومخالفة أي وصية مخالفة لها كلها . فلا يمكن اكرام الاخرين دون مباركة الله خالقهم. ولا تمكن عبادة الله دون محبة جميع الناس خلائقة. ان الوصايا العشر توحد حياة الانسان اللاهوتية وحياتة الاجتماعية.

الوصايا العشر والشريعة الطبيعية

2070- الوصايا العشر هي من وحي الله. وهي تعلمنا، في الوقت ذاتة، انسانية الانسان الحقيقية. انها توضح الواجبات الاساسية، وبالتالي، بوجة غير مباشر، الحقوق الاساسية المتصلة بطبيعة الشخص البشري. فالوصايا العشر تحوي تعبيرا مميزا عن “الشريعة الطبيعية”:

“كان الله منذ البدء قد غرس في قلب البشر فرائض الشريعة الطبيعية. واكتفى بادىء الامر بتذكيرهم بها. فكانت الوصايا العشر- التي ان لم يعمل بها الانسان لا ينال الخلاص-، ولم يطلب شيئا اخر منهم” .

2071- الوصايا العشر، وان كانت في متناول العقل، قد أوحى الله بها. فالبشرية الخاطئة كانت بحاجة الى هذا الوحي لتبلغ معرفة كاملة وأكيدة لمقتضيات الشريعة الطبيعية:

“ان شرحا وافيا للوصايا العشر كان قد أضحى ضروريا في حالة الخطيئة، بسبب اظلام نور العقل وانحراف الارادة” .

نعرف وصايا الله بالوحي الالهي الذي تعرضة علينا الكنيسة، وبصوت الضمير الاخلاقي.

الزام الوصايا العشر

2072- لان الوصايا العشر تعبر عن واجبات الانسان الاساسية تجاة الله وتجاة قريبة، فهي تبين في مضمونها الاولي واجبات خطيرة. انها في جوهرها لا تقبل التغيير، والزامها ثابت أبدا وفي كل مكان. وليس في استطاعة أحد أن يعفي منها. لقد حفر الله الوصايا العشر في قلب كل كائن بشري.

2073- الطاعة للوصايا تتضمن أيضا واجبات مادتها في ذاتها خفيفة. فالشتيمة بالكلام مثلا تنهى عنها الوصية الخامسة، ولكنها لن تصبح خطيئة جسيمة الا بالنظر الى الظروف أو نية من يتلفظ بها.

“بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا”

2074-قال يسوع: “أنا الكرمة وأنتم الاغصان، من يثبت في وأنا فية، فهو يأتي بثمر كثير؛ فانكم بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا” (يو 5:15). والثمر المذكور في هذا الكلام هو قداسة الحياة التي يخصبها الاتحاد بالمسيح. فعندما نؤمن بيسوع المسيح، ونشترك في أسرارة ونحفظ وصاياة، يأتي المخلص بذاتة ليحب فينا أباة واخوتة، وأبانا واخوتنا. ويصبح شخصة، بفضل الروح القدس، القاعدة الحية والداخلية لعملنا. “هذة وصيتي: ان يحب بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا” (يو 12:15).

بايجاز

2075- “ماذا علي أن أعمل من الصلاح لاحرز الحياة الابدية؟- ان شئت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا” (متى 19: 16-17).

2076- لقد أثبت يسوع، بسلوكة ووعظة، دوام الوصايا العشر.

2077- تمنح عطية الوصايا العشر في صميم العهد الذي قطعة الله مع شعبة. زتتخذ وصايا الله معناها الحقيقي في هذا العهد وبة.

2078- ان تقليد الكنيسة، الامين للكتاب، والمتبع مثل يسوع، قد اعترف للوصايا العشر بأهمية ومدلول أساسيين.

2079- تؤلف الوصايا العشر وحدة عضوية، ترجع فيها كل “كلمة”، أو “وصية” الى مجموعها. ومخالفة أي وصية مخالفة لها كلها .

2080- الوصايا العشر تحوي تعبيرا مميزا عن “الشريعة الطبيعية”. ونحن نعرفها بالوحي الالهي والعقل البشري.

2081- تعلن الوصايا العشر، في مضمونها الاساسي، واجبات خطيرة. بيد أن اطاعة هذة الفرائض تتضمن أيضا واجبات مادتها في ذاتها خفيفة.

2082-ما يامر به الرب يجعله بنعمته ممكنا.

الفصل الاول

“احبب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك”

2083-لقد اختصر يسوع واجبات الانسان تجاه الله بهذا الكلام:”احبب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك”(متى 22: 37) وهذا الكلام صدى مباشر للدعوة العظيمة :”اسمع يا اسرائيل :ان الرب الهنا رب واحد(تث 6: 4).
الله احب اولا .ومحبة الله الواحد تذكر بها اولى “الكلمات العشر”.والوصايا تشرح في ما بعد جواب المحبة المطلوب من الانسان تاديته لالهه.

المقال الاول

الوصية الاولى

“انا الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر،من دار العبودية .لا يكن لك الهة اخرى تجاهي .لا تصنع لك منحوتا ولا صورة شيء مما في السماء من فوق ولا مما في الارض من اسفل ولا مما في المياه من تحت الارض.لا تسجد لهن ولا تعبدهن”(خر 20: 2- 5) .
“انه مكتوب:للرب الهك تسجد.واياه وحده تعبد”(متى 4: 10).

1.”للرب الهك تسجد واياه تعبد”

2084-يعرف الله ذاته بالتذكير بفعلة القدير والعطوف والمحرر في تاريخ من يتوجه اليه :”لقد اخرجتك من ارض مصر،من دار العبودية”(تث 5: 6) .والكلمة الاولى تتضمن اولى وصايا الشريعة :”للرب الهك تسجد ،واياه تعبد …لا تسيروا وراء الهة اخرى “(تث 6: 13-14).فدعوة الله الاولى ومطلبة العادل هو انه يتقبله الانسان وبعبده.

2085-لقد كشف الله الواحد والحقيقي عن مجده اولا لاسرائيل .والكشف عن دعوة الانسان وحقيقته مرتبط بالكشف عن الله.فدعوة الانسان هي ان يظهر الله بسلوكه سلوكا يتوافق مع خلقه “على صورة الله كمثاله”(تك1: 26).
“لن يكون هناك ابدا اله اخر،يا تريفون ،ولم يكن اخر،منذ القرون (…)سوى من صنع ونسق الكون.لا نفكر بان الهنا يختلف عن الهكم .انه هو هو الذي اخرج اباءكم من مصر “بيده القديرة وذراعه المبسوطة “.نحن لا ننوط بغيرة رجاءنا ،وليس هناك غيرة ،بل بالهكم نفسه ،اله ابراهيم واسحق ويعقوب” .

2086-“الوصية الاولى تتناول الايمان والرجاء والمحبة .فمن يتكلم على الله يتكلم على كائن دائم ،لا يتغير ،هو دائما ،امين ،كامل العدالة .وينتج من ذلك ان علينا بالضرورة قبول كلامه ،ووضع ايمان وثقة كاملين فيه.ومن يستطيع ان لا يعلق عليه كل اماله؟ومن يستطيع ان لا يحبه عندما يشاهد كنوز الجودة والحنان التى افاضها علينا ؟من هنا العبارة التي يستعملها الله في الكتاب المقدس ،اما في بدء وصاياه واما في ختامها:
“انا الرب” .

الايمان

2087-تجد حياتنا الاخلاقية ينبوعها في الايمان بالله الذي يكشف لنا محبته .ويتكلم القديس بولس عن “طاعة الايمان” كالواجب الاول.ويبين ان “عدم معرفة الله”هو مبدا كل الانحرافات الاخلاقية وشرحها .وان واجبنا تجاه الرب هو ان نؤمن به وان نشهد له.

2088-تتطلب منا الوصية الاولى ان نغذي ايماننا ونحفظه بفطنة وعناية ،وان نقضي كل ما يعارضه .هناك طرائق متنوعة لارتكاب خطايا مخالفة للايمان:
الشك الارادي في الايمان يهمل او يرفض الاعتقاد بحقيقية ما اوحى به الله وتعرضه الكنيسة لنؤمن به.الشك غير الارادي يعني التردد في الاعتقاد ،وصعوبة التغلب على الاعتراضات على الايمان ،او ايضا الجزع المتاتي من غموضه.واذا غذي الشك عن عمد فهو قادر على ان يقود الى عمى البصيرة.

2089-عدم الايمان هو اهمال الحقيقية الموحى بها او الرفض عمدا القبول بها.”البدعة (الهرطقة)هي الانكار باصرار،بعد قبول المعمودية ،لحقيقية يجب الايمان بها ايمانا الهيا وكاثوليكيا ،او هي الشك باصرار بتلك الحقيقية.والجحود (او انكار الايمان)هو الرفض الكامل للايمان المسيحي.والانشقاق هو رفض الخضوع للحبر الاعظم اة الشركة مع اعضاء الكنيسة الخاضعين له” .
الرجاء

2090-عندما يكشف الله عن ذاته ويدعو الانسان ،لا يستطيع هذا الاستجابة استجابة كاملة لمحبة الله بقواة الذاتية .وعليه ان يرجوا الله منحه القدرة على محبته بالمقابل،وعلى السلوك بحسب وصايا المحبة.والرجاء هو الترقب الواثق للبركة الالهية ولرؤية الله السعيدة.وهو ايضا خشبة اهانة محبة الله ،ونيل العقاب.

2091-والوصية الاولى تقصد ايضا الخطايا المخالفة للرجاء وهي الياس والاعتداد المفرط بالنفس:
بالياس ينقطع الانسان عن ان يترجى من الله خلاصية الشخصي ،والعون لبلوغه ،او المغفرة لخطاياه .والياس يتعارض مع جودة الله وعدالته –لان الله امين لعهوده –ورحمته.

2092-وهناك نوعان من الاعتداد المفرط بالنفس:فاما ان يعتد الانسان بامكاناته (املا ان يستطيع الخلاص بدون العون من العلاء)،او يعتد بقدرة الله ورحمته (املا الحصول على المغفرة بدون توبة،وعلى المجد بدون استحقاق).

المحبة

2093-الايمان بمحبة الله يتضمن الدعوة الى الاستجابة للمحبة الالهية بمحبة صادقة،ووجوب ذلك .فالوصية الاولى تامرنا بان الله نحب الله اكثر من كل شيء ،والخلائق جميعا لاجله وبسببه.

2094-مخالفة محبة الله ممكنة بخطايا متنوعة:اللامبالاة تهمل او ترفض تبصر المحبة الالهية،وتتجاهل مبادرتها وتنكر قوتها.نكران الجميل يهمل او يرفض الاعتراف بالمحبة الالهية ومبادلة المحبة .الفتور هو تردد او اهمال في الاستجابة للمحبة الالهية ،وقد يتضمن رفض مسايرة حركة المحبة السام (اسيديا )او الكسل الروحي يبلغ به الامر الى حد رفض الفرح الاتي من الله،وكراهية الخير الالهي.الحقد على الله ينتج من الكبرياء .انه يعارض محبة الله وينكر جودته ويدعي الحاق اللعنة به،لكونه يحرم الخطايا وينزل العقوبات.

2.”اياه وحده تعبد”

2095-ان فضائل الايمان والرجاء والمحبة الالهية تولي الفضائل الادبية صورتها وحياتها.وهكذا فالمحبة تحملنا على ان نعيد الى الله ما له علينا بكل عدالة،بصفة كوننا
خلائق.وفضيلة التدين تهيئنا لهذا المواقف.

العبادة

2096-العبادة هي العمل الاول من اعمال فضيلة التدين .وعبادة الله هي الاعتراف به الها،وخالقا ،ومخلصا ، وربا وسيدا لكل ما هو موجود ،ومحبة لا متناهية ورحيمة.”للرب الهك تسجد،واياه وحده تعبد”(لو 4: 8)،هذا ما قوله يسوع مستشهدا بتثنية الاشتراع(تث 6:13).

2097-التعبد الله هو الاعتراف،في احترام وخضوع مطلقين ،”بعدم الخليقة”التي لا وجود لها الا بالله .التعبد اللع يقوم،على مثال مريم في نشيدها،بتسبيحه ،وتعظيمه ،والاتضاع امامه،مع الاعتراف الشكور بانه صنع عظائم وان اسمه قدوس .التبعد الله الواحد يحرر الانسان من الانطواء على ذاته ،ومن عبودية الخطيئة ،وعبادة العالم الصنمية.

الصلاة

2098-افعال الايمان والرجاء والمحبة التي تأمر بها الوصية الاولى تتم في الصلاة .ورفع الروح الى الله هو تعبير عن عبادتنا الله بصلاة التسبيح والشكر والاستشفاع والطلب.والصلاة شرط لا بد منه للتمكن من طاعة وصايا الله.”ينبغي ان نصلي في كل حين ولا نمل”(لو 18: 1).

الذبيحة

2099-انه لحق ان نقدم الله ذبائح تعبيرا عن العبادة والشكر والطلب والشركة :”كل فعل يعمل للالتصاق بالله في الشركة المقدسة ،وللتمكن من السعادة انما هو ذبيحة حقيقية ” .

2100-لا بد للذبيحة الخارجية ،كي تكون صادقة ،من ان تكون تعبيرا عن الذبيحة الروحية:”انما الذبيحة الله روح منسحق”(مز 51: 19).لقد عاب مرارا انبياء العهد القديم الذبائح التي تصنع دون مشاركة داخيلة ،او دون علاقة بمحبة القريب .ويسوع ذكر بكلام النبي هوشع :”اريد الرحمة لا الذبيحة”(متى 9: 13، 12: 7) .الذبيحة الوحيدة الكاملة هي تلك التي قدمها المسيح على الصليب ،تقدمة كلية لمحبة الاب ولخلاصنا .ونستطيع باتحادنا بذبيحته ان نصنع من حياتنا ذبيحة الله.

وعود ونذور

2101-المسيحي مدعو في ظروف عدة الى ان يعد الله وعودا،تتضمنها دائما المعمودية والمسح بالميرون، والزواج،والرسامة الكهنوتية .ويستطيع المسيحي ،بداعي العبادة الشخصية ،ان يعد الله بعمل ما،او صلاة ،او صدقة او حج…والامانة لما نعد به الله هي ابانة للاحترام الواجب للعزة الالهية ،والمحبة الله الامين.

2102-“النذر ،أي الوعد المعقود الله عن قصد واختيار بامر ممكن واصلح ،يجب ان يقضى على انه من موجبات الدين” .فالنذر عمل عبادة به يقدم المسيحي ذاته الله او يعده بعمل صالح .وهو باتمامه النذور يعيد الى الله اذن ما وعده به وكرسه له.واعمال الرسل تبين لنا ان القديس بولس كان حصريا على اتمام نذوره. .

2103-تعترف الكنيسة بقيمة مثالية للنذر القائمة على ممارسة المشورات الانجيلية .
“تغتبط الكنيسة امنا بان يوجد في حضنها عدد كبير من الرجال والنساء ممن يريدون ان يقتفوا عن كثب اثار المخلص في تلاشيه،ويعلنوا هذا التلاشي بجلاء اوفى ،باعتناقهم ،في حرية ابناء الله،سنة الفقر،وتخليهم عن ارادتهم الذاتية :أي انهم،رجالا ونساء،يخضعون لمخلوق بشري، من اجل الله، في شؤون الكمال الى ابعد مما تقتضي الوصية ،ليكونوا اكثر تشبها بالمسيح الطائع .
في بعض الاحوال تستطيع الكنيسة لاسباب وافية الاعفاء من النذور والوعود .

واجب التدين الاجتماعي، والحق في الحرية الدينية.

2104-“على جميع الناس ان يطلبوا الحقيقية ، ولا سيما في ما يتعلق بالله وكنيسته ،حتى اذا ما عرفوها اعتنقوها وكانوا عليها محافظين” .هذا الواجب ناتج من “طبيعة البشر نفسها” .وهو لا يناقض “احتراما صادقا”للديانات المتنوعة التي “تحمل غير مرة قبسا من شعاع الحقيقية التي تنير جميع الناس ” ، ولا مقتض المحبة التي تحض المسيحيين على”التحلي بالمحبة والفطنة والصبر في معاملة البشر الذين يعمهون في الضلال ،او في جهل الحقيقية الايمانية” .

2105-واجب تادية عبادة حقيقية الله يلزم الانسان فردا وجماعة .”هذا هو التعليم الكاثوليكي التقليدي في موضوع ما يقع على الافراد والجماعات من واجب ادبي تجاه الديانة الحقيقية وكنيسة المسيح الواحدة” .والكنيسة ،بتبشيرها البشر دون انقطاع ، تعمل على ان يتمكن من”تلقيح الذهنية والاخلاقية والتشريع وبنى الجماعة التي تعيش فيها المرء،بلقاح الروح المسيحي” .وواجب المسيحيين الاجتماعي هو ان يحترموا في كل انسان ويوقظوا فيه محبة الحقيقية والخير.وهو يتطلب منهم ان يعرفوا عبادة الدين الحقيقي الوحيد القائم في الكنيسة الكائوليكية الرسولية .المسيحيون مدعوون الى ان يكونوا نور العالم .وهكذا تظهر الكنيسة ملكية المسيح على كل الخليقة وخصوصا على المجتمعات الشرية .

2106-“في امور الدين لا يجوز لاحد ان يكره على عمل يخالف ضميره ،ولا ان يمنع من العمل ،في نطاق المعقول ،وفاقا لضميره ،سواء كان عمله في السر او في العلانية ،وسواء كان فرديا او جماعيا” .هذا الحق اساسه طبيعة الشخص البشري نفسها ،اذ تحمله كرامته على ان يعتنق بحرية الحقيقية الالهية التي تسموا على النظام الزمني.لذالك “فهو باق حتى عند اولئك الذين لا يقومون بواجب تطلب الحقيقية واعتناقها” .

2107-“اذا قضت احوال بعض الشعوب الخاصة بان يعترف ،في النظام التشريعي المدني ، باحدى الجماعات الدينية ،اعترافا مدنيا خاصا ،فلا بد ذاك من الاعتراف ايضا لجميع المواطنين وجميع الجماعات الدينية بالحق في الحرية الدينية واحترام ذلك الحق” .

2108-الحق في الحرية الدينية ليس الاباحة الادبية باعتناق الضلال ولا الحق المفترض في الضلال ،وانما هو الحق طبيعي للشخص البشري في الحرية المدينة ،أي الحصانة من الاكراره الخارجي ،ضمن حدود صحيحة، في الموضوع الديني ،من قبل السلطة السياسية .ويجب ان يعترف بهذا الحق الطبيعي في النظام القانوني للمجتمع بحيث يكون حقا مدنيا .

2109-الحق في الحرية الدينية لا يمكن ان يكون في ذاته بلا حدود ،ولا محدودا فقط “بنظام عام”ذي مفهوم وضعي او طبيعي .و”الحدود الصحيحة”الملازمة له يجب ان تحددها في كل وضع اجتماعي الفطنة السياسية بحسب مقتضيات الخير العام،وان تثبتها السلطة المدنية “على سنن القواعد القانونية الموافقة للنظام الادبي الموضوعي” .

3″لا يكن لك الهة اخرى تجاهي”

2110-الوصية الاولى تمنع اكرام الهة اخرى غير الرب الواحد الذي اظهر ذاته لشعبه .وهي تحرم الخرافات وانكار الدين .والخرافة تكون نوعا من المغالاة الخبيثة في الدين ، وانكار الدين عيب يتعارض وفضيلة الدين بانتقاصها.